responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 295

قوله تعالى: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ (التغابن:16)، فقد أمر بالتقوى في حدود الاستطاعة، وهي نوع من المقاربة.

ولا تعارض بين هذه الآية وبين قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ (آل عمران:102) حتى يزعم النسخ، لأن القرآن الكريم كله محكم، وإنما لكل آية مجالها.

ومجرد التأمل في سياق الآيتين يكفي للدلالة على مجال كل منهما:

فالآية المرخصة في المقاربة وردت أثناء قوله تعالى: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾(التغابن: 14 ـ 16)

فهي ترخص في المقاربة في الأمور التي يصعب فيها الضبط، بل قد يستحيل، وذلك في علاقة الرجل مع أهله وأولاده، ونحو ذلك كما قال تعالى في صعوبة تحقيق العدل الكامل بين الزوجات: ﴿ وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً﴾ (النساء:129)

ولهذا ورد التيسير وسرعة المغفرة في الأخطاء المتعلقة بهذا الجانب، مادام من وقع فيها يتحرى الاستقامة ما استطاع، فعن حذيفة قال: كنا جلوسا عند عمر فقال: أيكم يحفظ حديث رسول الله a في الفتنة كما قال؟ قال فقلت: أنا، قال: فقال: إنك لجريء! وكيف؟ قال: قلت: سمعت رسول الله a يقول: فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وجاره

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست