responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 297

إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾ (التوبة:114)

ويدل لهذا قول ابن عباس ـ وهو ترجمان القرآن ـ بعدم نسخها، فقد روي أنه قال:(إنها لم تنسخ، ولكن حق تقاته أن يجاهد لله حق جهاده، ولا يأخذه في الله لومة لائم، ويقوموا لله بالقسط ولو على أنفسهم وآبائهم وأبنائهم)، وهو نفس ما ذكرنا مما يدل عليه السياق.

أما ما أورده المفسرون من قوله a:(حق تقاته أن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر)[1]، وهو أمر يكاد يكون مستحيلا، فليس هو من هذا الباب، بل مراده a ـ والله أعلم بمراد رسوله ـ أن التقوى الكاملة هي هذه التقوى، لا أنها هي التقوى المأمور بها، لأن التقوى المأمور بها نوعان:

نوع شديد: وهو تحقيق كل الطاعات بأعلى قممها مع البراءة من جميع المعاصي إيمانا وسلوكا، وهذا لا يتحقق في منتهى كماله بهذه الصفة إلا في حق المعصومين ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ، وإنما ذكر وأمر به حتى يشعر كل شخص بتقصيره في حق الله مهما اجتهد في ذلك الحق.

نوع مستطاع: وهو إخلاص الوجه لله والبراءة من الكفر، وهو أصل أصول الدين الذي لا مندوحة في تركه.

وقد ورد في السنة ما يؤيد أن المطلوب هو بذل الجهد المستطاع للوصول إلى قمة الاستقامة، لا الأمر بالاستقامة ذاتها، بل الاستقامة غاية شريفة تتفاوت النفوس الفاضلة في الدنو منها، ومع ذلك لا تكف عن طلبها لذلك الدنو وشوقها له، قال a:(لن


[1] رواه البخاري.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 297
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست