نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 298
يدخل أحدا عمله الجنة)، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن
يتغمدني الله بفضل رحمته، فسددوا وقاربوا، ولا يتمن أحدكم الموت، إما محسن فلعله
يزداد خيرا، وإما مسيء فلعله أن يستعتب)[1]
وعلى ما ذكرناه من الاكتفاء بالمقاربة مع الشوق للاستقامة هو ما نص عليه
علماء السلوك المسلمين، قال الغزالي:(فالاستقامة على سواء السبـيل في غاية الغموض،
ولكن ينبغي أن يجتهد الإنسان في القرب من الاستقامة إن لم يقدر على حقيقتها. فكل
من أراد النجاة فلا نجاة له إلا بالعمل الصالح، ولا تصدر الأعمال الصالحة إلا عن
الأخلاق الحسنة فليتفقد كل عبد صفاته وأخلاقه، وليعدّدها وليشتغل بعلاج واحد واحد
فيها على الترتيب)[2]
انطلاقا من هذا يذكر السلف أصلين يكثرون الوصية بهما من تحقق بهما قرب من
الاستقامة ـ التي هي قمة قمم الأخلاق الفاضلة ـ قربا عظيما، هما (الاقتصاد في
الأعمال والاعتصام بالسنة)[3]
قال بعض السلف:(ما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان، إما إلى تفريط
وإما إلى مجاوزة، وهي الإفراط ولا يبالي بأيهما ظفر، زيادة أو نقصان)،
وقال النبي a لعبدالله بن عمرو:(يا
عبد الله بن عمرو إن لكل عامل شرة ولكل شرة فترة فمن كانت فترته إلى سنة أفلح ومن
كانت فترته إلى بدعة خاب وخسر)[4]، وقد قال له ذلك
حين أمره بالاقتصاد في العمل.