responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 312

بوصوله إليه ولا يتضررون به، (فصرفوه إلى أرض قابلة للنبات وسقوها به فأنبتت أنواع العشب والكلإ والثمار المختلفة الأصناف)

وهذا الاحتمال الأخير هو خير الاحتمالات وأحسنها واصوبها، وهكذا تكون سايسة النفس مع قواها الجارفة، يقول ابن القيم:(فإذا تبين هذا المثل فالله تعالى قد اقتضت حكمته أن ركب الإنسان بل وسائر الحيوان على طبيعة محمولة على قوتين غضبية وشهوانية و، هي الإرادية، وهاتان القوتان هما الحاملتان لأخلاق النفس وصفاتها، وهما مركوزتان في جبلة كل حيوان، فبقوة الشهوة والإرادة يجذب المنافع إلى نفسه، وبقوة الغضب يدفع المضار عنها، فإذا استعمل الشهوة في طلب ما يحتاج إليه تولد منها الحرص، وإذا استعمل الغضب في دفع المضرة عن نفسه تولد منه القوة والغيرة، فإذا عجز عن ذلك الضار أورثه قوة الحقد، وإن أعجزه وصول ما يحتاج إليه ورأى غيره مستبدا به أورثه الحسد، فإن ظفر به أورثته شدة شهوته وإرادته خلق البخل والشح، وإن اشتد حرصه وشهوته على الشيء ولم يمكنه تحصيله إلا بالقوة الغضبية فاستعملها فيه أورثه ذلك العدوان والبغي والظلم، ومنه يتولد الكبروالفخر والخيلاء فإنها أخلاق متولدة من بين قوتي الشهوة والغضب وتزوج أحدهما بصاحبه)[1]

وهكذا لو تركت هذه القوى النفسية تفعل فعلها، فإنها لا بد أن تنتهي بصاحبها إلى هذه الأنواع الخطيرة من الانحراف، وهي بمثابة تهديم عمران النفس، وتنكيس حقيقتها، وهذا ما فعلته النفوس الجاهلة، يقول ابن القيم:(فالنفوس الجاهلة الظالمة تركته ومجراه، فخرب ديار الإيمان وقلع آثاره وهدم عمرانه وأنبت موضعها كل شجرة خبيثة من حنظل وضريع وشوك وزقوم، وهو الذي يأكله أهل النار يوم القيامة يوم المعاد)


[1] مدارج السالكين: 2/312.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 312
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست