نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 321
يقول سيد قطب
مبينا سر اهتمام القرآن الكريم بهذه الناحية:(إن هذه التفاصيل الدقيقة في آداب
الاستئذان تؤكد فيما تؤكد حرمة البيوت، ولزوم حفظ أهلها من حرج المفاجآت، وضيق
المباغتات، والمحافظة على ستر العورات. عورات كثيرة تعني كل ما لا يُرغب الاطلاع
عليه من أحوال البدن، وصنوف الطعام واللباس وسائر المتاع، بل حتى عورات المشاعر
والحالات النفسية، حالات الخلاف الأسري، حالات البكاء والغضب والتوجع والأنين. كل
ذلك مما لا يرغب الاطلاع عليه لا من الغريب ولا من القريب، إنها دقائق يحفظها
ويسترها أدب الاستئذان)[1]
ولكنه مع هذا
الاهتمام القرآني الشديد بهذه الناحية، ومع تبيين السنة لتفصيل آدابها ـ كما سنرى
ـ نلاحظ تقصير المسلمين فيها تقصيرا شديدا بعد بهم عن هدي القرآن الكريم.
وقد بدأ هذا
التقصير من لدن السلف الأول من بعض الأجلاف الغلاظ، فلذلك جاء إنكار الصالحين من
السلف على هذا التقصير، فقد روي عن ابن عباس :(أن الاستئذان ترك العمل به الناس)،
وروى قتادة عن يحيى بن يعمر قال:(ثلاث محكمات تركهن الناس قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ
أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا
لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً﴾ (النساء:8)، وآية الاستئذان: ﴿ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ
وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ﴾ (النور:58)،
وقوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى
وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ﴾ (الحجرات:13)
أما في
عصرنا، فالأمر أشد وأخطر، حيث نجد عودة خطيرة إلى البداوة الجاهلية