responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 44

أمراض خطيرة لا يكفي في علاجها المنطق البرهاني وحده الذي مارسه الفلاسفة والمتكلمون، ولا المنطق الوجداني الذي مارسه الصوفية والإشراقيون، لأن كل أولئك يتوجهون بخطابهم للطيفة من لطائف الإنسان لا يعدونها، بينما القرآن الكريم يخاطب اللطائف جميعا، وبالحقائق التي لا يزورها البرهان، ولا يضللها الوجدان.

وكمثال على ذلك يبين يسر أساليب القرآن الكريم وشمولها وجمالها وعمق معانيها قراءة واعية لسورة الطور، فهي وحدها كفيلة بتعميق معاني من الإيمان لا تستطيع مجلدات ضخمة من الجدل أن تغرس ما تغرسه، يقول سيد قطب معرفا بهذه السورة العظيمة: (هذه السورة تمثل حملة عميقة التأثير فى القلب البشري، ومطاردة عنيفة للهواجس والشكوك والشبهات والأباطيل التي تساوره وتتدسس إليه وتختبئ هنا وهناك في حناياه. ودحض لكل حجة وكل عذر قد يتخذه للحيدة عن الحق والزيغ عن الإيمان.. حملة لا يصمد لها قلب يتلقاها، وهي تلاحقه حتى تلجئه إلى الإذعان والاستسلام! وهي حملة يشترك فيها اللفظ والعبارة، والمعنى والمدلول، والصور والظلال، والإيقاعات الموسيقية لمقاطع السورة وفواصلها على السواء. ومن بدء السورة إلى ختامها تتوالى آياتها كما لو كانت قذائف، وإيقاعاتها كما لو كانت صواعق، وصورها وظلالها كما لو كانت سياطا لاذعة للحس لا تمهله لحظة واحدة من البدء إلى الختام)[1]

والقرآن الكريم يقدم لهذه المطاردة لأفول الهواجس والشكوك بمشهدين يضعان الإنسان أمام الأمر الواقع، وكأنهما يقولان له:(إن النتيجة التي سوف ينتهي إليها موقفك هما هاتان النتيجتان لا غير)

وهاتان النتيجتان تخاطبان النفس والأهواء التي قد تتحكم في العقول، فتمنعها


[1] في ظلال القرآن: 3391.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست