وسنحاول في
هذا المبحث أن نتعرف على كيفية الاستفادة من هذين المصدرين في التربية الإيمانية،
والضوابط التي تحمي هذا الاستثمار من أي انحراف.
1 ـ الوحي
ونريد به
القرآن الكريم، وما يفسره ويبينه ويعمق معانيه من السنة الصحيحة، فالقرآن الكريم
هو الكتاب الوحيد المعرف بالله، فلا يعرف الله إلا الله، والله هو المتكلم بالقرآن
الكريم، فلذلك كان الله تعالى
هو معرف نفسه بنفسه.
زيادة على
ذلك، فإن في القرآن الكريم كل حقائق الوجود التي تعمق معاني الإيمان في نفس
المؤمن، والتي ترفع عنه كل حيرة قد تلجئه إليها الفلسفات والترهات التي لا تعتمد
على المصادر المعصومة، قال تعالى: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ
تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ ﴾ (النحل:89)
ولهذا كان من
أوصاف القرآن الكريم أنه ﴿َشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ ﴾، وما في
الصدور مصطلح قرآني يعني المعارف والوجدانات المختلفة التي تتحكم في حياة الإنسان،
والصدور هي محل القلب، الذي هو محل التعقل، كما قال تعالى: ﴿ أَفَلَمْ
يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ
يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى
الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ (الحج:46)
وذلك لأن
الانحرافات المختلفة التي تحملها العقائد الضالة هي عبارة عن
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 43