نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 453
ولهذا لما
جاء الصحابة إلى رسول الله a يستنصرونه دلهم على الصبر والتحمل، قال
خباب بن الأرت : شكونا إِلَى رَسُول اللَّهِ a
وهو متوسد بردة له في طل الكعبة فقلنا: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا؟ فقال:(قد
كان مِنْ قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمِنْشار فيوضع
عَلَى رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عَنْ
دينه! واللَّه ليتمن اللَّه هذا الأمر حتى يسير الراكب مِنْ صنعاء إِلَى حضرموت لا
يخاف إلا اللَّه والذئب عَلَى غنمه ولكنكم تستعجلون)[1]، وفي رواية:(وهو متوسد بردة وقد لقينا مِنْ المشركين شدة)
ولا نريد
بالصبر هنا الصبر في مواضع المحن فقط، بل هناك من الصبر في ميادين الحياة والتعمل
مع الناس ما يحتاج إلى قوة عظيمة، ونحسب أن ما عانى موسى u من بلاء مع قومه بعد نجاتهم من فرعون أعظم من صبره على كيد فرعون
وزبانيته.
ولهذا كان a يتمثل ذكراه عندما يصيبه أي بلاء، عن ابن مسعود قال:
لما كان يوم حنين آثر رَسُول اللَّهِ a ناسا في القسمة:
فأعطى الأقرع بن حابس مائة مِنْ الإبل، وأعطى عيينة بن حصن مثل ذلك، وأعطى ناسا
مِنْ أشراف العرب وآثرهم يومئذ في القسمة. فقال رجل: واللَّه إن هذه قسمة ما عدل
فيها وما أريد فيها وجه اللَّه. فقلت: واللَّه لأخبرن رَسُول اللَّهِ a فأتيته فأخبرته بما قال فتغير وجهه حتى كان كالصرف
ثم قال:(فمن يعدل إذا لم يعدل اللَّه ورسوله؟)، ثم قال:(يرحم اللَّه موسى قد أوذي
بأكثر مِنْ هذا فصبر)، فقلت:(لا جرم لا أرفع إليه بعدها حديثا)[2]
وقد ذكرنا في
المباحث السابقة أن الصبر أصل مهم من أصول التربية، بل لا يمكن للتربية أن تنجح إن
لم ينجح صاحبها في تعلم خلق الصبر، ولذلك لما سئل سهل عن