نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 454
حسن الخلق
قال:(أدناه احتمال الأذى، وترك المكافأة، والرحمة للظالم والاستغفار له والشفقة
عليه)، وكلها تحتاج إلى الصبر.
ولهذا كان الصالحون
يمرنون أنفسهم على هذا الخلق العظيم، ويجعلون عدتهم لمواجهة الأذى، وهو ما اخبر به
تعالى عن عباده الصالحين، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ
مُعْرِضُونَ﴾ (المؤمنون:3)، وقال تعالى:
﴿ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا
أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي
الْجَاهِلِينَ﴾ (القصص:55)، وقال تعالى:
﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ
يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا
سَلاماً﴾ (الفرقان:63)
ومن أخبار
الصالحين التي تمثل هذا المعنى القرآني خير تمثيل ما روي أن إبراهيم بن أدهم خرج
يوماً إلى بعض البراري فاستقبله رجل جندي فقال: أنت عبد؟ قال: نعم، فقال له: أين
العمران؟ فأشار إلى المقبرة، فقال الجندي: إنما أردت العمران؟ فقال: هو المقبرة،
فغاظه ذلك فضرب رأسه بالسوط فشجه ورده إلى البلد فاستقبله أصحابه فقالوا ما الخبر؟
فأخبرهم الجندي ما قال له فقالوا، هذا إبراهيم بن أدهم فنزل الجندي عن فرسه وقبَّل
يديه ورجليه وجعل يعتذر إليه، فقيل بعد ذلك له: لم قلت له أنا عبد؟ فقال: إنه لم
يسألني: عبد من أنت بل قال: أنت عبد؟ فقلت: نعم، لأني عبد الله، فلما ضرب رأسي
سألت الله له الجنة قيل كيف وقد ظلمك؟ فقال: علمت أنني أؤجر على ما نالني منه فلم
أرد أن يكون نصيبـي منه الخير ونصيبه مني الشر.
وقد يحسب بعض
المتنطعين المتكلفين أن هذا غلو، ولم يدروا أي خير نما من هذا الموقف الذي وقفه
إبراهيم مع ذلك الجندي أو مع أولئك الناس الحضور، أو مع أمم من الناس جاءت بعد ذلك
لتهتدي بهذا الموقف العظيم.
ويروى أن
داعيا دعا أبا عثمان الحيري إلى دعوة ـ وكان الداعي قد أراد تجربته
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 454