نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 457
بالرياضة
والمجاهدة إلى أن يبلغ درجة حسن الخلق فإنها درجة رفيعة لا ينالها إلا المقربون
والصديقون)[1]
تحمل المشاق:
ويشير إلى
هذا الركن قوله تعالى: ﴿ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ
الْحُكْمَ صَبِيّاً﴾ (مريم:12) أي بجد وعزم، وقد روى عبد اللّه بن المبارك
بعضا من ذلك الجد، فقال: قال الصبيان ليحيى بن زكريا: اذهب بنا نلعب، فقال: ما
لّلعب خلقنا.
ومثل ذلك
أمره موسى u بأخذ الكتاب بقوة، قال تعالى: ﴿
وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً
لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا
سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ﴾ (الأعراف:145)
ولهذا أمر a في أول الدعوة بأمر (قم)، قال تعالى: ﴿ قُمْ
فَأَنْذِرْ﴾ (المدثر:2)،
وقال تعالى: ﴿ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً﴾ (المزمل:2)
وكأنه تعالى
يقول لرسول الله a ولأصحابه الذين معه: قم، فإن القعود لا
يأتي بشيء، (إن الذي يعيش لنفسه قد يعيش مستريحا، ولكنه يعيش صغيرا ويموت صغيرا.
فأما الكبير الذي يحمل هذا العبء الكبير.. فماله والنوم؟ وماله والراحة؟ وماله
والفراش الدافئ، والعيش الهادئ؟ والمتاع المريح؟!)[2]
وقد كان من
حكمة الله أن ربى الصحابة على هذا الجهد في أول الدعوة، لأن الدعوة لا يقوم بها
إلا الرجال أصحاب الجد والحزم، عن سعيد بن هشام.. أنه أتى ابن عباس فسأله عن الوتر
فقال: ألا أنبئك بأعلم أهل الأرض بوتر رسول الله a؟
قال:نعم. قال: ائت عائشة فسلها، ثم ارجع إلي فأخبرني بردها عليك..ثم يقول سعيد بن
هشام: