نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 49
المقصود من
إنزال القرآن الهمهمة به مع الغفلة عنه)[1]
وقد ضرب مثلا
لهذا بعبد كتب إليه مولاه ومالكه كتاباً وأشار عليه فيه بالأوامر والنواهي، فلم
يصرف عنايته إلى فهمه والعمل به، ولكن اقتصر على حفظه فهو مستمر على خلاف ما أمره
به مولاه، إلا أنه يكرر الكتاب بصوته ونغمته كل يوم مائة مرة فهو مستحق للعقوبة،
مهما ظن أن ذلك هو المراد منه فهو مغرور.
الحذر من التحريف:
فإن القرآن
الكريم مع عمق معانيه وشمولها يسير واضح مفصل لا يحتاج إلى تلك المبالغات الكثيرة
التي أرادت أن تفسره فزادته غموضا أو تحريفا، ولا يحتاج إلى ما أغرق المتكلمون فيه
من الأدلة، فهو يحمل الحقائق ودلائلها، بيسر وجمال وضبط.
فمن حيث
الأدلة، يحوي القرآن الكريم أصول الدلة وفروعها، بعبارات مؤثرة جميلة تحيط بجميع
الإنسان، فلا يجد لنفسه معها إلا القبول والتصديق.
يقول ابن
القيم:(ليس تحت أديم السماء كتاب متضمن للبراهين والآيات على المطالب العالية: من
التوحيد، وإثبات الصفات، وإثبات المعاد والنبوات، ورد النحل الباطلة والآراء
الفاسدة، مثل القرآن. فإنه كفيل بذلك كله، متضمن له على أتم الوجوه وأحسنها،
وأقربها إلى العقول وأفصحها بيانا. فهو الشفاء على الحقيقة من أدواء الشبه
والشكوك، ولكن ذلك موقوف على فهمه ومعرفة المراد منه. فمن رزقه الله تعالى ذلك
أبصر الحق والباطل عيانا بقلبه، كما يرى الليل والنهار، وعلم أن ما عداه من كتب
الناس وآرائهم ومعقولاتهم بين علوم لا ثقة بها، وإنما هى آراء وتقليد. وبين ظنون
كاذبة لا تغنى من الحق شيئا. وبين أمور صحيحة لا منفعة للقلب فيها. وبين علوم
صحيحة قد وعروا