نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 50
الطريق إلى
تحصيلها، وأطالوا الكلام فى إثباتها، مع قلة نفعها)[1]
وقد ذكرنا
مثالا لذلك بمجرد قراءة واعية لسورة الطور، وهي مجرد مثال على أسلوب القرآن الكريم
في الاستدلال.
أما من حيث
مواضيع العقيدة، فإن القرآن الكريم يقررها كذلك منسجمة مع العقل والفطرة، فيصف
الله تعالى بكل صفات الكمال، وينفي عنه كل ما لا يليق به، وما لا يليق بالألوهية
مما حرفته الأديان والأهواء.
فهو أدق كتاب
وأشمله في وصف الله تعالى وبيان عظمته والدعوة إلى محبته وعبادته، فلا يخرج قارئ
القرآن الكريم من قراءته الواعية له إلا محبا لربه معظما له عارفا به عابدا له
مستشعرا حضوره في كل حركة وسكنة.
يقول الغزالي
عند ذكر ما يستحضره القارئ من معان أثناء قراءته:(أما صفات الله عز وجل؛ فكقوله تعالى:
﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصيرُ﴾ وكقوله تعالى:
﴿ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العزيزُ
الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ﴾ فليتأمل معاني هذه الأسماء والصفات لينكشف له
أسرارها فتحتها معان مدفونة لا تنكشف إلا للموفقين، وإليه أشار علي بقوله:(ما أسر
إليَّ رسول الله شيئاً كتمه عن الناس إلا أن يؤتي الله عز وجل عبداً فهماً في
كتابه فليكن حريصاً على طلب ذلك الفهم، وقال ابن مسعود :(من أراد علم الأوّلين
والآخرين فليثوّر القرآن) وأعظم علوم القرآن تحت أسماء الله عز وجل وصفاته إذ لم
يدرك أكثر الخلق منها إلا أموراً لائقة بأفهامهم ولم يعثروا على أغوارها)[2]
ومثل الأوصاف
المباشرة لله، التي امتلأ بها القرآن الكريم، والتي تدل عليها أسماء الله الحسنى
معرفة الله من خلال ما ذكره من افعاله، يقول الغزالي:(وأما أفعاله