responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 510

في إسماعه كلام الله، وكأنه يأمرنا بدعوته إلى الله بإبلاغه رسالة الله[1]، قال تعالى: ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ﴾ (التوبة:6)

وقد كان هذا هو أسلوب رسول الله a في الدعوة، كما كان أسلوبه في التربية:

وقد روت لنا كتب السيرة أنه اجتمعت قريش يوماً، فقالوا:(انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر، فليأت هذا الرجل الذي فرق جماعتنا وشتت أمرنا وعاب ديننا، فليكلمه ولننظر ماذا يرد عليه) وبعد تشاور استقر رأيهم على عتبة بن ربيعة.

فأتى عتبة رسول الله a، فقال: يا محمد أنت خير أم عبد اللّه؟ فسكت رسول اللّه a، فقال: أنت خير أم عبد المطلب؟ فسكت رسول اللّه a، فقال: إن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك فقد عبدوا الآلهة التي عبت، وإن كنت تزعم أنك خير منهم فتكلم حتى يسمع قولك، إنا واللّه ما رأينا سِخَلَةً قط أشأم على قومك منك، فرّقت جماعتنا وشتّت أمرنا، وعبت ديننا، وفضحتنا في العرب، حتى لقد طار فيهم أن في قريش ساحراً، وأن في قريش كاهناً، واللّه ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى أن يقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف، حتى نتفانى، أيها الرجل إن كان إنما بك الحاجة، جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش رجلاً واحداً وإن كان إنما بك الباءة فاختر أي نساء قريش شئت فلنزوجك عشراً)

ولما انتهى عتبة من هذه الخطبة الطويلة، والتي تحتاج كل كلمة منها إلى فصول طويلة للرد عليها، توجه إليه رسول الله a بهدوء قائلا:(فرغت؟)، قال:(نعم)، فأخذ


[1] ونحن نعجب أن يرد الخلاف في هذه المسألة مع صراحة الأدلة فيها، وقد ذكر النووي الخلاف فيها، فقال:( ويمتنع من كان لا يرجى إسلامه لم يجز تعليمه القرآن؟ قال أصحابنا إن كان لا يرجى إسلامه لم يجز تعليمه، وإن رجي إسلامة فوجهان: أصحهما يجوز رجاء إسلامه، والثاني لا يجوز كما لا يجوز بيع المصحف منه وان رجي إسلامه، وأما إذا رأيناه يتعلم فهل يمنع؟ فيه وجهان )

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 510
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست