نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 511
رسول الله a سورة فصلت من
أولها إلى أن بلغ قوله تعالى:
﴿ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ
وَثَمُودَ﴾ (فصلت:13)، فأمسك عتبة على فيه، وناشده بالرحم، ورجع إلى أهله، ولم يخرج إلى
قريش، واحتبس عنهم، وكاد يسلم لولا حرصه على مصالحه مع قومه.
ورسول الله a يشير بهذا الموقف
إلى أسلوب دعوي وتربوي له قيمته العظمى، وهو (المجاهدة بالقرآن) المجاهدة الشاملة
للأهواء والشبهات والانحرافات، فهو كتاب علم وتربية وهداية.
ومثل ذلك ما فعله رسول الله a عندما أرسل الرسل إلى ملوك العالم يدعوهم، فقد اقتصرت رسالته إلى هرقل على
هذه الجمل المضمخة بعطر القرآن الكريم (بسم اللّه الرحمن الرحيم. من محمد رسول
اللّه إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فأسلم تسلم، وأسلم
يؤتك اللّه أجرك مرتين، فإن توليت فإنما عليك إثم الأريسيين، و﴿ يَا أَهْلَ
الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا
نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا
بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا
بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ (آل عمران:64))[1]
ولهذا كان أشد شيء على الكفار والمنافقين ودعاة السوء المجاهدة بالقرآن
الكريم، كما قال تعالى:
﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ
آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ
يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ
أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ
كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ (الحج:72)
لأن كلام البشر يحمل من الثغرات ما يمكن التسرب إليه من خلالها، بخلاف كلام