responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 512

الله فإنه ﴿ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ (فصلت:42)

ولهذا كان من الأخطاء الكبرى التي وقعت فيها بعض المجتمعات الإسلامية الانصراف عن القرآن الكريم إلى الجدل والكلام الذي لا طائل وراءه، كما ذكرنا ذلك سابقا.

وقد نص على أن هذا الانحراف كان أسلوبا من أساليب الكفار الذين أعجزهم هدي القرآن الكريم، فراحوا يلغون بأي كلام، أو يأي أصوات ليسدوا منافذ آذانهم عن سماع القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾ (فصلت:26)، قال مجاهد في تفسير اللغو هنا:(يعني بالمكاء والصفير والتخليط في المنطق على رسول اللّه a إذا قرأ القرآن)، وقد كانت قريش تفعله.

هذا في جانب الدعوة، أما جانب التربية، وهو ـ كما ذكرنا ـ لا ينفصل عن العلم، ومن أخطر الأخطار فصله عنه، فقد كان a يقتصر في تربيته على منبع القرآن الكريم.

يقول سيد قطب في المعالم:(كان النبع الأول الذي استقى منه ذلك الجيل هو القرآن. القرآن وحده. فما كان حديث رسول الله a وهديه إلا أثرًا من آثار ذلك النبع. فعندما سُئلت عائشة ا - عن خُلق رسول الله - a قالت:(كان خُلقه القرآن)[1]

ويرد على من يتصور أن سبب ذلك هو أنه لم تكن للبشرية في ذلك الحين حضارة أو ثقافة، فقال:(كان القرآن وحده إذن هو النبع الذي يستقون منه، ويتكيفون به، ويتخرجون عليه، ولم يكن ذلك كذلك لأنه لم يكن للبشرية يومها حضارة، ولا ثقافة، ولا علم، ولا مؤلفات، ولا دراسات..كلا! فقد كانت هناك حضارة الرومان وثقافتها


[1] رواه النسائي.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 512
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست