responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 562

قلوبنا تغيرت القلوب إلى الرغبة في الآخرة والزهد في الدنيا. وهذا ما عنيناه بالحال، إذ كان حال القلب قبل هذه المعرفة حب العاجلة والميل إليها، والنفرة عن الآخرة وقلة الرغبة فيها.

وبهذه المعرفة تغير حال القلب وتبدلت إرادته ورغبته. ثم أثمر تغير الإرادة أعمال الجوارح في طراح الدنيا والإقبال على أعمال الآخرة)[1]

وقد ذكر لهذا العبور من المعرفة العقلية المجردة إلى الحال خمس درجات:

1. التذكر وهو إحضار المعرفتين في القلب.

2. التفكر وهو طلب المعرفة المقصودة منهما.

3. حصول المعرفة المطلوبة واستنارة القلب بها.

4. تغير حال القلب عما كان بسبب حصول نور المعرفة.

5. خدمة الجوارح للقلب بحسب ما يتجدّد له من الحال.

وشبه ذلك بمن (يضرب الحجر على الحديد فيخرج منه نار يستضيء بها الموضع فتصير العين مبصرة بعد أن لم تكن مبصرة وتنتهض الأعضاء للعمل، فكذلك زناد نور المعرفة هوالفكر فيجمع بـين المعرفتين كما يجمع بـين الحجر والحديد، ويؤلف بـينهما تأليفاً مخصوصاً كما يضرب الحجر على الحديد ضرباً مخصوصاً، فينبعث نور المعرفة كما تنبعث النار من الحديد، ويتغير القلب بسبب هذا النور حتى يميل إلى ما يكن يميل إليه كما يتغير البصر بنور النار فيرى ما لم يكن يراه. ثم تنتهض الأعضاء للعمل بمقتضى حال القلب كما ينتهض العاجز عن العمل بسبب الظلمة للعمل عند إدراك البصر ما لم يكن يبصره)[2]


[1] إحياء علوم الدين: 4/426.

[2] إحياء علوم الدين: 4/427.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 562
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست