responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 561

ولهذا فإن الغزالي ألف في المنطق مجموعة كتب، وأدخل المنطق كتمهيدات لبعض العلوم كعلم الأصول،فقد كان يقدم له قبل الغزالي بمقدمات كلامية كتأسيس فكري لقضايا أصول الفقه وربطها بأصول الدين،فرأى الغزالي أن الأولى ربطها بالمنطق لحاجة علم الأصول لقضايا المنطق،يقول الغزالي عن مقدمة المستصفى: (وليست هذه المقدمة من جملة علم الأصول ولا من مقدماته الخاصة به،بل هي مقدمة العلوم كلها،ومن لا يحيط بها،فلا ثقة بعلومه أصلا)،وقد بدأ بهذا الاهتمام بالمنطق عند الغزالي عهد جديد للثقافة الإسلامية،امتزجت فيه بقضايا وأساليب المناطقة.

ولا نريد هنا أن نقحم المنطق في العلوم الشرعية، ولكنا نريد ان ندعو إلى أسلمة هذه العلم، وإفادة الأجيال به، فهو علم ضروري لا غنى عنه.

وقد حاول الغزالي أن يضع منطقا جديدا في كتابه (القسطاس المستقيم)، ومع أن تلك الموازين التي وضعها الغزالي مطابقة للموازين المنطقية اليونانية إلا أن للغزالي أهدافا أخرى وراء تلك الصياغة الجديدة لعلم المنطق لعل أهمها تقريب المنطق والاحتجاج له بالأمثلة من القرآن الكريم لصنفين من الناس:

1. الذين استهوتهم الفلسفة بما فيها من علوم عقلية،فخلطوا بين حقها وباطلها،وظنوا التناقض بين العلوم النقلية والأحكام العقلية.

2. العلماء النصيين الذين رفضوا المنطق باعتباره فلسفة وعلما غريبين عن الدين.

ولا يتصور التغاير في هذا الجانب أيضا بين الحكمة العلمية والحكمة العملية، فآليات أحكام العقل لا بد أن تهدي من استنار بها إلى طريق الله وسبيله لا محالة.

وقد ذكر الغزالي مثالا على تأثير أحكام العقل في تغير الحال، والترقي في مقامات السلوك، فقال:(إن أردت أن تفهم كيفية تغير الحال بالفكر فمثاله ما ذكرناه من أمر الآخرة، فإنّ الفكر فيه يعرّفنا أنّ الآخرة أولى بالإيثار، فإذا رسخت هذه المعرفة يقيناً في

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 561
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست