وأخبر a أنه (يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق
أقتابه[2] فيدور بها كما يدور الحمار في الرحى
فيجتمع إليه أهل النار فيقولون: يا فلان ما شأنك أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا
عن المنكر؟ فيقول: كنت آمركم بالخير ولا آتيه وأنهاكم عن الشر وآتيه)[3]، وقال a:(كل علم وباله على صاحبه إلا من عمل به)[4] وفي رواية مرفوعا:(أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله
بعلمه)
وضرب a للذي لا يعمل بعلمه مثلا، فقال:(مثل الذي يعلم الناس
الخير وينسى نفسه كمثل الفتيلة تضيء على الناس وتحرق هي نفسها)[5]
وقد وردت
الروايات الكثيرة تحذر مما سيحصل للأمة من انفصال العلم عن العمل، قال حذيفة :(إنكم
في زمان من ترك فيه عشر ما يعلم هلك، وسيأتي زمان من عمل فيه بعشر ما يعلم نجا
وذلك لكثرة البطالين)، وقال ابن مسعود :(سيأتي على الناس زمان تملح فيه عذوبة
القلوب فلا ينتفع بالعلم يومئذٍ عالمه ولا متعلمه فتكون قلوب علمائهم مثل السباخ
من ذوات الملح ينزل عليها قطر السماء فلا يوجد لها عذوبة، وذلك إذا مالت قلوب
العلماء إلى حب الدنيا وإيثارها على الآخرة، فعند ذلك يسلبها الله تعالى ينابـيع
الحكمة ويطفىء مصابـيح الهدى من قلوبهم فيخبرك عالمهم حين تلقاه أنه يخشى الله
بلسانه والفجور ظاهر في عمله، فما أخصب الألسن يومئذٍ وما أجدب القلوب فوالله الذي
لا إلٰه إلا هو ما ذلك إلا لأن المعلمين علموا لغير الله تعالى والمتعلمين
تعلموا