نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 111
والواقع يدل على
أن للشيعة اهتماما كبيرا بالسنن، لا يقل عن اهتمام إخوانهم من المدرسة السنية، بل
إن تشيعهم ـ كما يرون ـ لا يكمل من دون الالتزام بالسنن، فهم يرون أئمتهم ممثلين
للسنة، ناطقين بها، داعين إليها، ولذلك فإن كل ما يصدر منهم سنة نبوية صرحوا بذلك
أو لم يصرحوا.
وهم يفسرون بذلك
قوله a: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين
عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة)[1]
وليس في ذلك أي
غلو، ففي المدرسة السنية كذلك نجد من يعتبر مالكا ممثلا للسنة بأقواله وأفعاله،
ونجد من الصوفية من يعتبرون مشايخهم ممثلين للسنة، بل لرسول الله a نفسه.. بل نجد من السلفية أنفسهم من يعتبر ابن
تيمية أو الإمام أحمد ممثلا للسنة، ومعبرا عنها، وكل ما يصدر عنه سنة، حيث نجد في
مصادرهم المعتبرة أن الإمام أحمد به يعرف المسلم من الزنديق، وأن نظرة من أحمد خير
من عبادة سنة، وأن الله عز وجل يزوره في قبره كل عام، وأن الله يباهي به الملائكة،
وأن أحد الحنابلة رأى الله في المنام فقال له الله: من خالف أحمد بن حنبل عذب، وأن
الله أمر أهل السموات وجميع الشهداء أن يحضروا جنازة أحمد، وأن أهل السموات من
السماء السابعة إلى السماء الدنيا اشتغلوا بعقد الألوية لاستقبال أحمد بن حنبل[2].
ولهذا نجدهم عند
ذكرهم للأقوال في أي مسألة يذكرون رسول الله k
مع السلف، وكأنه واحد من القائلين، ومن الأمثلة على ذلك قول البربهاري: (التكبير
على الجنائز أربع، وهو قول مالك بن أنس وسفيان الثوري والحسن بن صالح وأحمد بن
حنبل والفقهاء وهكذا
[1] رواه أبو داود [2/ 611] حديث
[4607]، والترمذي [5/ 44] حديث [2676]
[2] قراءة في كتب العقائد المذهب الحنبلي
نموذجاً (184)
نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 111