نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 114
مع تلك السنن
التي اهتم بها الألباني والاتجاه السلفي نجد البون بينهما كبير جدا.
فالسنن التي
ذكرها الخميني تنبع من مقاصد الدين من الصلاة، وتحويلها إلى معراج للمؤمن يعرج بها
إلى الله، لأن نفسه لا يمكن أن تهذب من دون تلك السنن المغيبة، بخلاف السنن التي
ذكرها الألباني، وتصور أن من خالفها مبتدع، لأنها لم تفعل سوى أن زادت الفرقة بين
الأمة.
وقد ذكر
الألباني بصراحة دوافعه من تأليف كتابه [صفة صلاة النبي a من التكبير إلى التسليم كأنك تراها]، والذي
أثار فتنة كبيرة بين المسلمين، فقال: (ولما كنت لم أقف على كتاب جامع في هذا
الموضوع فقد رأيت من الواجب علي أن أضع لأخواني المسلمين ممن همهم الاقتداء في
عبادتهم بهدي نبيهم a كتابا مستوعبا ما أمكن
لجميع ما يتعلق بصفة صلاة النبي a
من التكبير إلى التسليم بحيث يسهل على من وقف عليه من المحبين للنبي a حبا صادقا القيام بتحقيق أمره في الحديث: (صلوا
كما رأيتموني أصلي)، ولهذا فإني شمرت عن ساعد الجد وتتبعت الأحاديث المتعلقة بما
إليه قصدت من مختلف كتب الحديث فكان من ذلك هذا الكتاب الذي بين يديك)[1]
وبعد عشر سنوات
من الفتنة بسبب ذلك الكتاب، لم يتراجع عما فيه، ولم يتواضع، ليعتبر ما رآه من سنن
مجرد اجتهاد، وإنما راح يقول في طبعة جديدة من الكتاب: (ذلك ما كنت كتبته منذ عشر
سنوات في مقدمة هذا الكتاب وقد ظهر لنا في هذه البرهة أن له تأثير طيب في صفوف
الشباب المؤمن لإرشادهم إلى وجوب العودة في دينهم وعبادتهم إلى المنبع الصافي من
الإسلام: الكتاب والسنة فقد ازداد فيهم - والحمد لله - العاملون بالسنة والمتعبدون
بها حتى صاروا معروفين بذلك) [2]