نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 113
ثم علق على ذلك
بقوله: (فهؤلاء كما يصفهم الأمير يتألّمون بسبب البعد عن الله والشوق إليه، فما لم
يصل الإنسان إلى الله فلن تفارقه حالة الاضطراب، ولذا فإن الذكّر يكون له دواءً
{الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ
اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28])
ولذلك فإن السنة
الحقيقية في الصلاة ـ كما يصف مطهري ـ هي أن يحصل لنا مثلما كان يحصل للإمام علي
الذي كان يمثل السنة أحسن تمثيل، فقد كان ـ كما يعبر مطهري ـ (يغيب عن كلّ ما حوله
إذا دخل في الصلاة، مندمجاً بكلِّه في معشوقه حتّى أنّهم إذا أرادوا اقتلاع السهم
من جسمه، كانوا يستخرجونه حال الصلاة. إنّ هكذا ألماً هو خير من ملك الدنيا)
والالتفات
لتحقيق هذه السنة في الواقع وتطبيقها هو ما يقي المسلمين من ذلك الصراع الذي تحدثه
تلك الخلافات الهامشية حول فروع بسيطة كالقبض والسدل أو السجود على التربة
وغيرها.. والتي نجد لكل مذهب فيها أدلته، وكان يمكن تجاوزها والاهتمام بالسنة الحقيقية
التي هي الاستغراق في المقصود من الصلاة الذي هو التواصل مع الله.
وهو نفس ما يشير
إليه الخميني كثيرا، باعتباره الهدف الحقيقي من الصلاة، وقد قال عن الصلاة وآدابها
وأسرارها وسننها الخفية: (... فإذا تحقّق للسائل مقام الاسميّة، رأى نفسه مستغرقاً
في مقام الألوهيّة، ورأى نفسه اسم الله، وعلامة الله، وفانياً في الله، ورأى سائر
الموجودات على هذه الحالة.. وإذا أصبح الوليّ كاملاً أصبح متحقّقاً بالاسم المطلق
ووصل إلى التحقّق بالعبوديّة المطلقة، فصار عبداً حقيقيّاً لله) [1]
وعندما نقارن
بين السنن التي اهتم بها الإمام الخميني في كتابه عن الصلاة وأسرارها