5. الصلاح
الأخلاقيّ والسلوكيّ، فهو يزكّي الناس ويطهّرهم من رذائل الأخلاق وأدرانها، ويصنع
إنساناً خلوقاً ومزكّىً { وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ} [آل عمران: 164]، فالتزكية هي أحد المرتكزات الأساس الّتي كان
يستند إليها النبيّ a في عمله التربويّ مع أبناء الأمّة فرداً فرداً لبناء
الإنسان.
6. الاقتدار
والعزّة: فالمجتمع والنظام النبويّ لا يتميّز بالتبعيّة والتسوّل من الآخرين، بل
يتميّز بعزّته واقتداره وإصراره على اتّخاذ القرار؛ فهو متى ما شخَّص موطن صلاحه
سعى إليه وشقّ طريقه إلى الأمام.
7. العمل
والنشاط والتقدّم المطّرد: فلا مجال للتوقّف في النظام النبويّ، بل الحركة الدؤوبة
والتقدّم الدائم. ولا معنى لدى أبنائه للقول إنّ كلّ شيء قد انتهى فلنركن إلى
الدّعة! وهذا العمل - بطبيعة الحال - مبعث لذّة وسرور وليس مدعاة للكسل والملل
والإرهاق، بل هو عمل يمنح الإنسان النشاط والطاقة والاندفاع.
هذه مجرد نماذج
عن الرؤية الشمولية للسنة النبوية في مشروع إيران الحضاري الجديد، وهي ما يجعلها
أداة للنهوض والتحضر والتحلي بجميع القيم التي جاء القرآن الكريم للدعوة إليها،
فالسنة الحقيقية هي التي تحول المؤمن إلى إنسان قرآني، لا إلى إنسان طائفي مستكبر
مغرور مملوء بكل أنواع السلبية.
نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 123