وقد مهد سعيد
حوى لاقتباسه لهذه الفقرة بقوله: (فانظر إلى الخميني وهو يغلو في حق ائمته فيعطيهم
العصمة والتدبير والعلم الإلهي ويرفعهم فوق مقام الأنبياء)[2]
وقد نقل هذه
العبارة كل من تحدث عن الخميني، وعن مشروعه في الثورة الإسلامية، من غير أن يرجعوا
إلى ما ذكره في كتبه وخطاباته الأخرى، والممتلئة بالدعوة للتوحيد، وتفريد الله
بالخلق والتدبير، أو ما كتبه عن النبوة ومكانتها السامية، حتى يفهموا كلامه هذا
على ضوئه كلامك ذلك.
وكان من الممكن
أن نختصر للقارئ هذا، ونأتي له بما ذكره الخميني نفسه في هذا المجال، ولكنا آثرنا
أن نناقش العبارة نفسها، وكأنه لم يقل سواها، فهل يستحق حقا من قال تلك العبارة أن
يكفر؟.. سنجيب عن هذا من خلال الوجوه التالية:
أولا ـ الخميني
قال هذه العبارة من باب المحبة والتعظيم للذين اتفقت الأمة على محبتهم وتعظيمهم،
أولئك الذين أوصى بهم رسول الله a،
واعتبرهم سفينة نجاة، ولذلك هو لم يذكر تلك الكلمات في حق كفرة ولا منحرفين عن
الدين، أو في حق ناس مشكوك فيهم، وبناء على ذلك، قد يحمل كلامه على ما يحمل عليه
كلام الصوفية في مشايخهم وتعظيمهم لهم، بل ما يحمل عليه كلام السلفية أنفسهم عندما
يكتبون الكلام الكثير في فضائل أئمتهم، ويبررون ذلك بأن حبهم هو حب للسنة، والدعوة
لهم هي دعوة للسنة.
ولو ذهبنا إلى
النصوص التي كتبها السلفية وسلفهم في أئمتهم لوجدنا الأمر لا يختلف كثيرا، بل ربما
نجد من الغلو ما لا نجده عند الخميني نفسه، ومع ذلك لم يقل أحد بكفر من قال ذلك..