نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 135
ثانيا ـ أن ما
ورد في كلمته من المقام الرفيع للأئمة، والذي قد يتجاوز في بعض مناحيه الأنبياء أو
الملائكة المقربين، مبني على تلك القاعدة المعروفة في التفاضل، وهي أن الفضل مراتب
متعددة، وليس مرتبة واحدة، ولذلك قد يفضل الشخص بالنبوة، ولكن يفضل غيره عليه في
صفة أخرى، أو موقف آخر..
وهو مما دلت
عليه النصوص المقدسة، ففي الحديث المتفق عليه، والمروي في مجامع كثيرة من كتب
الحديث عن أبى مالك الأشعرى قال : كنت عند النبى a،
فنزلت عليه هذه الآية: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ
أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } [المائدة: 101]، قال: فنحن نسأله إذ
قال : (إن لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء بقربهم
ومقعدهم من الله يوم القيامة)، قال: وفى ناحية القوم أعرابى، فجثا على ركبتيه، ورمى
بيديه ثم قال حدثنا يارسول الله عنهم من هم؟ قال : فرأيت فى وجه النبى a البِشر، فقال النبى a:
( هم عباد من عباد الله من بلدان شتى، وقبائل شتى من شعوب القبائل لم تكن بينهم
أرحام يتواصلون بها، ولادنيا يتابذلون بها، يتحابون بروح الله، يجعل الله وجوههم
نورا ويجعل لهم منابر من لؤلؤ قدام الناس، ولا ينزعون، ويخاف الناس ولا يخافون)[1]
فهذا الحديث،
والذي ورد بطرق كثيرة جدا في المصادر السنية، يدل على ما ذكرنا من أن الفضل مراتب
متعددة، ولذلك ـ كما ورد في الحديث ـ قد ينال بعض الناس فضلا كبيرا، لم يتح لغيره
ممن هو أفضل منه.. فالشهادة في سبيل الله مثلا قد تتاح لغير نبي أو لغير ولي،
فيكون للشهيد فضل عليه فيها، ولكن فضله مرتبط بها لا بغيرها.
وهذا الأمر ليس
خاصا بالفضائل المرتبطة بالبشر، بل هو عامة في كل الفضائل حتى
[1] رواه أحمد (5/341،343)
والبغوى فى شرح السنة (13/51) والحاكم فى المستدرك (4/170،171) وصححه وأقره الذهبى
وآخر من حديث أبى هريرة عند ابن حبان فى صحيحه (2508)
نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 135