نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 137
فهذا نص صريح في
كون المكانة العالية للأئمة، ليست بسبب ذواتهم، وإنما بسبب تبعيتهم لرسول الله a.. فالشرف في التبعية، وبما أن متبوعهم أشرف الرسل،
فقد تحقق لهم بسببه بعض ذلك الشرف.
رابعا ـ ما ذكره
سعيد وحوى غيره من تكفير الخميني بسبب قوله: (إن للإمام مقاماً محموداً ودرجة
سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون) عجيب جدا، ذلك
أن هذا المعنى معنى قرآني تمت إليه الإشارة إليه في نصوص كثيرة جدا، بل هو من
مقتضيات الخلافة، وكل المسلمين يقولون به، حتى أبناء المدرسة السلفية نفسها.
فلو تأملنا في
قوله تعالى عن صاحب سليمان عليه السلام، الذي أخبر الله تعالى عنه، وعن قدراته
العجيبة، فقال: {قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ
قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ
قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي} [النمل: 40]، فالآية الكريمة صريحة في أنّ سليمان
عليه السلام طلب ممّن خصّهم بالخطاب الإتيان بعرش بلقيس في لحظات، مع علمه عليه
السلام بالمسافة الشاسعة بين اليمن الذى هو مكان عرش بلقيس، وبين فلسطين التي كان
فيها سليمان عليه السلام، فقام إليه الذى عنده علم من الكتاب، وجاء بذلك العرش
بأقلّ من طرفة عين، وقد تحدث عن قدرته على ذلك بثقة عظيمة، لأنه يعلم أن الله
تعالى مكنه من ذلك، وجعل العرش تحت تحكمه وسلطته يمكنه أن يحضره في وقت وجيز، وهو
طبعا لم يفعل ذلك إلا بعد أن طلب منه.
وهو نفس ما أشار
إليه القرآن الكريم عند حديثه عن القدرات التي وهبت للعفريت من الجن، فقال: {قَالَ
عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ
وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ } [النمل: 39]، فالآية واضحة في أنّ الله
تعالى قد أعطى لذلك العفريت من الجنّ القدرة التكوينية الخارقة، ولكنها أقل من
القدرة التي أوتيها صاحب سليمان من الإنس.
وعلى ضوء هاتين
الآيتين الكريمتين يمكننا فهم ما ذكره الخميني، بل ما ذكره الكثير
نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 137