نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 138
من الشيعة في
مسألة الولاية التكوينية، فمعناها أن الله تعالى يعطي المقربين من عباده، سواء
كانوا رسلا، أو لم يكونوا كذلك قدرات عجيبة، قد يمارسوها في حياتهم، وقد لا
يمارسوها، وهي تلك التي تسمى بالكرامة.. وهي مما اتفق عليه جميع المسلمين.
وكيف لا يتفقون
عليه، وقد نص عليه القرآن الكريم، ليس في حق الرسل فقط، وإنما في حق غيرهم أيضا،
فقد قال الله تعالى عن مريم عليها السلام: { فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ
حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ
عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَامَرْيَمُ
أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ
يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [آل عمران: 37]
فالآية الكريمة
تشير إلى أنه كان في قدرة مريم عليها السلام أن تحضر أي طعام تشاء في وقته وفي غير
وقته، وبذلك يمكن أن يقال بأن كل ذرة في ذلك الطعام كانت خاضعة لها، ولطلبها.
ومن خلال هذه
المفاهيم القرآنية يفهم قول الخميني، بل من العجيب أن ينكر أحد ذلك، فالمؤمن
المرتبط بالله، لا يحمل هم الإجابة، وإنما يحمل هم الدعاء، ذلك أنه موقن أنه بمجرد
صدقه في طلب شيء، يحققه الله تعالى له.
وكان في إمكاننا
بالإضافة لتلك النصوص القرآنية أن نضيف إليها قوله تعالى: {وَرَسُولًا إِلَى بَنِي
إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ
لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا
بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى
بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي
بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [آل
عمران: 49]، وهي واضحة في كون المسيح عليه السلام ذكر أنه يخلق من الطين كهيئة
الطير، فهل كان المسيح عليه السلام مشركا بذلك؟
لكنا لم نذكر
ذلك النص وغيره من النصوص الكثيرة التي ذكرها القرآن الكريم عن سليمان عليه السلام
وغيره من الرسل، حتى لا يقال بأن ذلك خاص بالأنبياء دون غيرهم.
نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 138