نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 139
خامسا ـ من
الأمور التي أنكرها سعيد حوى على الخميني قوله: ( إن تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن
لا تخص جيلاً خاصاً، وإنما هي تعاليم للجميع في كل عصر ومصر إلى يوم القيامة يجب
تنفيذها واتباعها )[1] و(إنه لا يتصور فيهم – أي الأئمة – السهو والغفلة)[2]
ولست أدري ما
الضرر في هذا، وهل يمكن لمؤمن أن يكفر مؤمنا بسبب هذا القول.. فالأمة جميعا تعتقد
أن الملائكة عليهم السلام لا يغفلون لا يسهون، فهل يعني هذا أنهم آلهة أو أنداد
لله؟
وما الضرر في أن
يجعل الله في بعض عباده الصالحين من القدرات ما يجعله للملائكة عليهم السلام، أليس
ذلك في قدرة الله؟
بل إن الرسول a أخبر عن نفسه ببعض ذلك، فقال ـ عند بيانه لعذره في
الوصال في الصوم الذي لا يطيق أحد ـ : (إني لست كهيئتكم، إني يطعمني ربي ويسقيني)[3]،
وهذا يدل على أن رسول الله a مع كونه بشرا إلا أنه كان له بسبب تلك المكانة
العظيمة من الله من الصفات ما لا يطيق البشر أن يشاركوه فيها، ذلك أن الروح بقدر
شفافيتها وطهرها وسموها تكون قدرتها وتأثيرها على الجسد نفسه.
ثم إن ما ذكره
الخميني عن تجاوز تعليمات الأئمة لعصرهم لا ضرر فيه، ولا حرج منه، بل الكل يقوله،
فالسلفية لا زالوا إلى الآن يأخذون بكلام سلفهم، وهم يعتقدون أن تعاليمهم تتجاوز
الزمان والمكان، وهكذا نرى أصحاب المذاهب لا زالوا يلتزمون أقوال أئمتهم على الرغم
من طول المسافة بينهم.. ولست أدري لم جاز لأولئك أن يتجاوز الزمان، ولم يجز لأئمة
أهل البيت الذين نهلوا من منبع النبوة الصافي هذا التجاوز؟