نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 152
أحسنوا الصحبة،
والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره، وكانفوه وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى
دعوته، واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالاته، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار
كلمته، وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته، وانتصروا به، ومن كانوا منطوين
على محبته، يرجون تجارة لن تبور في مودته، والذين هجرتهم العشائر إذ تعلقوا
بعروته، وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته، فلا تنس لهم اللهم ما تركوا
لك وفيك، وأرضهم من رضوانك، وبما حاشوا الخلق عليك وكانوا مع رسولك دعاة لك إليك،
واشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم، وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه، ومن كثرت في
إعزاز دينك من مظلومهم. اللهم وأوصل إلى التابعين لهم بإحسان الذين يقولون ربنا
اغفر لنا ولإخواننا)[1]
بل إن المتدينين
منهم يخصونهم بالدعاء كل يوم ثلاثاء، فمن أدعية يوم الثلاثاء في المدرسة الشيعية: (اللـهم
صل على محمد خاتم النبيين، وتمام عدة المرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين، واصحابه
المنتجبين)
بالإضافة إلى
ذلك، فهم يرددون في مساجدهم كل حين بأصواتهم الشجية ذلك الثناء العطر الذي قاله
الإمام علي عن الصادقين السابقين من الصحابة، والذي يقول فيه: (أين إخواني الذين
ركبوا الطريق ومضوا على الحق ؟ أين عمار ؟ وأين ابن التيهان ؟ وأين ذو الشهادتين ؟
وأين نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا على المنية وأبرد برؤوسهم إلى الفجرة ؟ أوه
على إخواني الذين تلوا القرآن فأحكموه وتدبروا الفرض فأقاموه. أحيوا السنة وأماتوا
البدعة، دعوا للجهاد فأجابوا، ووثقوا بالقائد فاتبعوه)[2]
ويرددون معها
قوله يوم صفين، يوم فرض عليه الصلح: (ولقد كنا مع رسول الله a