نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 153
نقتل آباءنا
وأبناءنا وإخواننا وأعمامنا، ما يزيدنا ذلك إلا إيمانا وتسليما، ومضيا على اللقم،
وصبرا على مضض الألم، وجدا في جهاد العدو، ولقد كان الرجل منا والآخر من عدونا
يتصاولان تصاول الفحلين، يتخالسان أنفسهما أيهما يسقي صاحبه كأس المنون، فمرة لنا
من عدونا، ومرة لعدونا منا. فلما رأى الله صدقنا أنزل بعدونا الكبت، وأنزل علينا
النصر، حتى استقر الإسلام ملقيا جرانه ومتبوئا أوطانه، ولعمري لو كنا نأتي ما
أتيتم ما قام للدين عمود، ولا اخضر للإيمان عود)[1]
ويقرؤون معها
قوله في تلك الخطبة العصماء، التي لا نجد لها نظيرا في المدرسة السنية في وصف
الصحابة، فقد قال عنهم: (لقد رأيت أصحاب محمد a،
فما أرى أحداً يشبههم منكم لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً، وقد باتوا سجّداً
وقياماً يراوحون بين جباهِهِم وخـدودهم ويقفون على مثل الجمر من ذكر معـادهم، كأن
بين أعينهم رُكب المعزي من طول سجودهم، إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبُلَّ
جيوبهم، ومـادوا كمـا يميـد الشجـر يوم الريح العاصف، خـوفاً من العقاب ورجـاءً
للثواب)[2]
وهكذا نجد
النصوص الكثير في التراث الشيعي، وخصوصا ذلك الذي يتعبدون به، ويقرؤونه في مساجدهم
ودورهم وفي كل محل.
ونقطة الخلاف
بين السنة والشيعة في المسألة لا تعدو أمرين:
الأول: أن
الشيعة لا يرون عصمة الصحابة، ولذلك يجوزون نقدهم، وخصوصا في إعراضهم عن الإمام
علي باعتباره عندهم هو وصي رسول الله a،
ولذلك هم لا ينكرون كون الذين أعرضوا عنه من الصحابة، ولا أن لهم فضل الصحبة، ولكن
ينكرون عليهم ذلك الإعراض.