نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 168
خلال ما ورد
حوله من النصوص المقدسة، ذلك أن البداء بالمفهوم الشيعي، يرتبط بما يسميه أهل
السنة بمنازعة الأقدار، أو مدافعتها، وكذلك بما يمكن أن يطلق عليه المقادير
المؤقتة.
وقد ذكرت فيه
أنه[1] لا يشبه التأكيد الذي وردت به النصوص في الحث على
الإيمان بقدر الله وقضائه ومشيئته إلا التأكيد الذي وردت به في الحث على مدافعة ما
نتوهمه من أقدار، فالشرع الذي أمرنا بالإيمان بالقدر
هو الذي أمرنا بمنازعة القدر.
بل إن الذي ينازع القدر أعرف بالله من الذي يستسلم له وأكثر تواضعا وأعظم
أدبا، فالذي يستسلم للقدر الذي يتصوره يجعل من نفسه خبيرا بأقدار الله، فلذلك
يستسلم لأي عقبة تحصل له في حياته ويسميها قدر الله، بينما الذي ينازع القدر يدرك
أن أي حركة يفعلها أو أي اتجاه اتجه إليه هو قدر الله:﴿ فَأَيْنَمَا
تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴾ (البقرة: 115)، فلذلك يعرف الحق لأهله،
فيتأدب مع عالم الحكمة كما تأدب مع عالم القدرة.
وهو أكثر معرفة لأنه يعرف الله بجميع أسمائه الحسنى وصفاته العليا، بينما
المستسلم لا يعرف من أسماء الله إلا ما يبرر تواكله وعجزه.
ولهذا جمع a
بين حقائق التوحيد في القدر، وبين القوة، فقال a:(المؤمن القوي خير وأحب إلى
الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن
أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت لكان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن
لو تفتح عمل الشيطان)[2]
وقد حض a
على هذه المنازعة ليرد الأوهام عن التطبيقات الخاطئة للإيمان بالقدر لما قيل له:(أرأيت
أدوية نتداوى بها ورقى نسترقي بها وتقاة نتقيها هل ترد من قدر الله شيئا؟)
[1] النص المقتبس هنا بطوله من
كتابي: أسرار الأقدار، ص74.