نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 178
الوحدة وتآلف القلوب،
ولو في الظاهر.
ويدخل في هذا
الباب كل الأحاديث الواردة في الدعوة للمداراة والصبر والتحمل، كما في الحديث
المعروف عن رسول الله a أنه قال: (المؤمن الذي
يخالط الناس، ويصبر على أذاهم أعظم أجراً من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر
على أذاهم)[1]،
ولا يمكن للمؤمن أو غيره أن يصبر على الناس دون أن يداريهم أو يتعامل معهم بما
يشتهون من المعاملة، وإن لم يكن راضيا عن ذلك.
ومثله ما روي
عنه a أنّه
قال: (كيف أنتم في قوم مرجت عهودهم وأماناتهم وصاروا حثالة؟ وشبّك بين أصابعه.
قالوا: كيف نصنع؟ قال: (اصبروا وخالقوا الناس بأخلاقهم، وخالفوهم بأعمالهم)[2]،
وهو حديث صريح في الدعوة للتقية في مخالطة الناس، ومخالقتهم بأخلاقهم.
وقد ورد في
النصوص ذم أمثال هؤلاء الناس الذين يحتاج المؤمن إلى ممارسة التقية عند صحبته لهم،
ففي الحديث قال رسول الله a: (بئس القوم قوم يمشي
المؤمن فيهم بالتقية والكتمان)[3]
وبناء على هذه
النصوص وغيرها، نجد أئمة الشيعة
يجيزون أن يترك الموالي لهم ما يراه من أحكام شرعية حتى لو كانت مبطلة لعمله حرصا
على عدم صدع وحدة الأمة.. فالتقية بمفهومها عندهم لا تعني الحرص على
النفس فقط حتى لا تؤذى، بل تعني كذلك الحرص على حفظ وحدة صف الأمة، وعدم التسبب في وقوع الشقاق بينها.
فمن الروايات في
ذلك ما رواه جابر الجعفي، قال: سألت أبا جعفر
الباقر: (إن لي
[1] سنن ابن ماجة 2 : 1338 /
4032، والسنن الكبرى / البيهقي 10 : 89.