نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 183
وروي عن أبي
هريرة قال: (حفظت من رسول اللّه a
وعاءين: فأمّا أحدهما فبثثته، وأمّا الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم)[1]
وقد ذكر ابن حجر
العسقلاني (توفي 852ه) أن التقية هي التي حملت أبا هريرة على فعل ذلك، فقد قال:
(وحمل العلماء الوعاء الذي لم يبثه على الأحاديث التي فيها تبيين أسامي اُمراء
السوء، وأحوالهم، وزمنهم. وقد كان أبو هريرة يكني عن بعضه ولا يصرح به خوفاً على
نفسه منهم، كقوله: (أعوذ باللّه من رأس الستين، وإمارة الصبيان). يشير إلى خلافة
يزيد بن معاوية، لانّها كانت سنة ستين من الهجرة)، ثم نقل عن ابن المنير قوله:
(وانما أراد أبو هريرة بقوله: (قُطع) أي: قَطع أهل الجور رأسه، إذا سمعوا عيبه
لفعلهم، وتضليله لسعيهم)[2]
وحكى السرخسي ممارسة
حذيفة بن اليمان للتقية، فقال: (وقد كان حذيفة رضي اللّه عنه ممن يستعمل التقية
على ما روي أنّه يداري رجلاً، فقيل له: إنّك منافق!! فقال: لا، ولكني أشتري ديني
بعضه ببعض مخافة أن يذهب كلّه)[3]
وهكذا وردت في
الروايات ممارسة الكثير من الصحابة وغيرهم التقية في عهد معاوية ومن بعده من
الأمراء الظلمة، فعن سعيد بن جبير قال: (كنت مع ابن عباس بعرفات، فقال ما لي لا
اسمع الناس يلبون؟ قلت: يخافون من معاوية، فخرج ابن عباس من فسطاطه، فقال: لبيك
اللهم لبيك، لبيك فإنهم تركوا السنة من بغض علي)[4]
وهكذا استمر
القول بالتقية والعمل بها عند التابعين ومن بعدهم، وبناء على ذلك