responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 211

بناء على هذا التمهيد الذي لابد منه، سنذكر هنا ـ باختصار ـ كبار أعلام المدرسة الشيعية من الإيرانيين، وإن كان من الصعب تصنيفهم بهذا الاعتبار لأن لأكثر علماء الشيعة مساهماتهم في العقائد بالإضافة إلى مساهماتهم في سائر العلوم، ولهذا يمكن اعتبار جميعهم ـ فقهاء كانوا أو محدثين أو مفسرين ـ من علماء الكلام، لأنهم عادة ما يحتاجون إلى الحوار مع الآخر ومناظرته، وهو ما يستدعي إلمامهم بعلم الكلام.

ومن الأمثلة على ذلك العلامة الكبير محمد بن الحسن الجهرودي الطوسي، المشهور بـالخواجة نصير الدين الطوسي (597 – 672 هـ)، الذي يعتبر أحد أبرز الشخصيات في تاريخ الفكر الإسلامي.

فله بالإضافة لما كتبه في علوم الأخلاق، والمنطق، والفلسفة، والرياضيّات والنجوم، مشاركات مهمة جدا في نصرة العقيدة الإسلامية، منها كتابه [تجريد الاعتقاد]، وهو كتاب في تحرير عقائد الإمامية، ويتصف بالعمق والإحكام مع الاختصار، فهو من أخصر النصوص الكلامية الشيعية، ومن هنا اشتهر ومنذ الأيام الأولى لتأليفه بين أعلام المسلمين بشتّى مذاهبهم، وحظي باهتمام كبير من قبلهم شرحا وتعليقا وباللغتين العربية والفارسية.

وسبب ذلك هو أنه يمكن اعتباره نقلة مهمة في تاريخ علم الكلام، حيث تمكن الطوسي من التلفيق بين الفلسفة المشائية والكلام الشيعي مما أدى إلى التقارب بين الفلسفة والكلام في الوسط الفكري الشيعي[1].

وقد أشار إلى هذا المعنى الشيخ مرتضى مطهري، فقال: (تمكن الفيلسوف والحكيم المتبحر الخواجة نصير الدين من تصنيف كتاب كلامي يعد من أعمق الكتب الكلامية وأتقنها، وقد حظي الكتاب باهتمام المتكلمين من الفريقين وتمكن -الى حد ما- من نقل


[1] أحمد احمدي،نظرة إجمالية على مسيرة الفلسفة بعد ابن رشد، ص224.

نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست