نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 230
جزء من آلاف
المسائل التي هي محل ابتلاء الناس والحكومة، والتي كانت مورد بحث الفقهاء واختلاف
وجهات نظرهم)
وقد دعا في
رسالته تلك إلى البحث الجاد من طرف الفقهاء جميعا للتعرف على حكم الشريعة في تلك
النوازل وغيرها، وأنه لا يجوز أن يصادر رأي أي مجتهد، فقال: (لذا ففي الحكومة
الإسلامية يجب أن يكون باب الاجتهاد مفتوحا دائما، لأن طبيعة الثورة تقتضي أن تطرح
وجهات النظر الفقهية في مختلف المجالات، ولا يحق لأحد الحيلولة دون ذلك، ولكن بشرط
أن يكون الطرح بصورة صحيحة على الأمور في نطاق الحكومة والمجتمع من أجل بناء مجتمع
إسلامي يمكنه أن يخطط لصالح المسلمين ويدعو إلى الوحدة والاتحاد)
ولهذا فإن من
أكبر دلائل التسامح الديني في إيران عدم مصادرة المرجعيات الفقهية المختلفة، حتى
التي لا ترى مسوغا لولاية الفقيه، ولهذا نرى الخميني يدعو عامة الناس لا إلى تبني
مرجعيته في الأقوال الفقهية، والاكتفاء برسالته العملية، وإنما يدعوهم إلى الرجوع
إلى المراجع والفقهاء، للتعرف على أحكام الدين.
ومن الأمثلة على
ذلك قوله في الرسالة التي وجهها للحجيج بعد بيانه للنواحي العرفانية والذوقية في
الحج: (إن المراتب المعنوية للحج هي رأسمال الحياة الخالدة، وتقرب الإنسان من أفق
التوحيد والتنزيه، وسوف لن نحصل على النتيجة ما لم ننفذ أحكام وقوانين الحج
العبادية بشكل صحيح ولائق وشعرة بشعرة، على الحجّاج المحترمين والعلماء المعظّمين
مسؤولي قوافل الحجّاج أن يصرفوا وقتهم ويكون كل همّهم هو تعليم وتعلّم مناسك الحج
وعلى العارفين مراقبة من يرافقهم حتى لا يتخلف أحد عن الأوامر.. على أيّة حال هذه
وظيفة العلماء الموجودين في القوافل يعني هي إحدى وظائفهم، وإن إحدى الوظائف المهمة
أيضاً هي تعريف الناس بمسائل الحج،
نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 230