نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 242
البيضاء لهذا
الشعب الكريم في خدمة الإسلام والمسلمين طوال التاريخ.
1 ـ إيران .. والمدرسة الشافعية:
يمكننا الجزم
بأن أكبر المصادر الفقهية والأصولية في المدرسة الشافعية ألفت في إيران، وبأياد
إيرانية، وللدلالة على ذلك نذكر نماذج مختصرة جدا عن أسماء بعض هؤلاء الإيرانيين
مع أسماء بعض كتبهم في هذا المجال، ولمن شاء التفصيل، يمكنه أن يبحث عن تأثير تلك
المصادر في الكتب المؤلفة في تاريخ التشريع الإسلامي.
فمنهم أبو بكر
أحمد بن الحسين البيهقي[1] (384 - 458 هـ)، وهو من كبار فقهاء الشافعية
ومحدثيهم، وهو كما ذكر في ترجمته: (حافظ كبير، وأصولي نحرير، ومكثر من التصنيف،
غلب عليه الحديث واشتهر به ورحل في طلبه، وكان من أكثر الناس نصرا لمذهب الشافعي)
وقد قال إمام
الحرمين في حقه: (ما من شافعي المذهب إلا وللشافعي عليه منة إلا أحمد البيهقي، فإن
له على الشافعي منة)، وسبب ذلك كونه أول من جمع نصوص الإمام الشافعي، في عشر
مجلدات، ومن مؤلفاته: (السنن الكبير)، و(السنن الصغير)، و(كتاب الخلاف)، و(مناقب
الشافعي)، وغيرها كثير.
ومنهم أبو
المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني[2] (415 - 502 هـ)، وهو فقيه شافعي، درس
بنيسابور وميافارقين وبخارى، ويعتبر أحد أئمة مذهب الشافعي، اشتهر بحفظ المذهب حتى
يحكى عنه أنه قال: (لو احترقت كتب الشافعي لأمليتها من حفظي) ؛ وقيل فيه: (شافعي
عصره)، ولي قضاء طبرستان ورويان وقراها، ومن مؤلفاته: (البحر) وهو
[1] وهو منتسب إلى
بيهق وهي قرى مجتمعة بنواحي نيسابور، انظر في ترجمته: طبقات الشافعية 3 / 3، وفيات
الأعيان 1 / 75، وشذرات الذهب 3 / 304، واللباب 1 / 202، والأعلام للزركلي 1 /
131.