نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 241
خلق وقوة أو
رحمة وعدالة، وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء، وهو مادة وثروة أو كسب وغنى، وهو
جهاد ودعوة أو جيش وفكرة، كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة، سواء بسواء)[1]
لكن الفرق
بينهما هو أن ما تذكره الحركات الإسلامية مجرد أدبيات وشعارات وطروحات نظرية،
لكنها تحولت عند الإيرانيين إلى واقع ملموس، يتقدم كل حين ليحقق الإسلام في
الواقع، ويقضي على المقولات التي يرددها العلمانيون بعدم صلاحية الإسلام للتطبيق
في مجالات الحياة عدا مجال الشعائر التعبدية.
وكان الأحرى
بأبناء الحركات الإسلامية الاستفادة من هذه التجربة الواقعية، ومحاولة تصحيحها
لتنسجم مع رؤاهم ومدرستهم، لكنهم للأسف راحوا يشنون الحرب عليها، ولست أدري لم..
أرجو ألا يكون ذلك فقط حسدا لكون قادة الثورة الإسلامية نجحوا في تحقيق ما عجز عنه
كل قادة الحركات الإسلامية، وعبر تاريخهم الحركي الطويل.
ثانيا ـ خدمة الإيرانيين للشريعة
الإسلامية:
لا يمكن لأي
مؤرخ للتشريع الإسلامي أن يهمل الأداور الكبيرة التي قام بها كبار الفقهاء
والأصوليين من الإيرانيين، ومنذ العصور الأولى للإسلام، ذلك أن المذاهب الفقهية
جميعا تدين بالكثير من مصادرها وتراثها في هذه الناحية لجميع المدن الإيرانية،
وخصوصا المدن الكبرى التي كانت مراكز للحضارة الإسلامية.
وسنحاول هنا أن
نذكر نماذج من الفقهاء والأصوليين في المدارس الإسلامية الكبرى تدل على ذلك،
مقتصرين على ترجماتهم المختصرة، ولمن شاء أن يبحث عن المزيد عنهم، يمكنه أن يراجع
الهوامش التي وضعنا فيها مصادر ترجمتهم، ليتبين له من خلالها الأيادي
[1] نقلا عن : في التدريب
التربوي، مصطفى محمد الطحان ، ص- 25.
نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 241