ثم يذكر أن هذه
المعاني جميعا متوفرة في القرآن الكريم، باعتباره حوى العظمة في جميع جوانبها،
فيقول: (وجميع هذه الأمور التي ذكرناها موجودة في هذه الصحيفة النورانية بالوجه
الأعلى والأوفى، بل هي من مختصّاته بحيث أن أي كتاب اخر إما ألاَّ يشترك معه في
شيء منها أصلاً، أو لا يشترك معه في جميع المراتب)
ثم راح يفصل
نواحي العظمة التي تستدعي التقديس المطلق له، وابتدأ بعظمه المتكلم به، فقال: (أما
عظمة متكلمه ومنشئه وصاحبه، فهو العظيم المطلق الذي جميع أنواع العظمة المتصورة في
الملك والملكوت، وجميع أنواع القدرة النازلة في الغيب والشهادة رشحة من تجليات عظمة
فعل تلك الذات المقدسة، ولا يمكن أن يتجلّى الحق تعالى بالعظمة لأحدٍ وإنما يتجلى
بها من وراء الاف الحجب والسرادقات)
وتحدث عن عظمة
محتوياته، فقال: (وأما عظمته بواسطة محتوياته ومقاصده ومطالبه فيستدعي ذلك عقد فصل
على حدة، بل فصول وأبواب، ورسالة مستقلة، وكتاب مستقل حتى يسلك نبذة منها في سلك
البيان والتحرير)، وهو يشير بذلك إلى ما ألفه حول عظمة محتويات القرآن الكريم،
والتي تناولها من جميع جوانبها العرفانية والسلوكية والاجتماعية والسياسية وكل
جوانب الحياة، كما سنرى.
وتحدث عن عظمة
الرسول الذي أنزل عليه، بلغة ذوقية عرفانية، فقال: (وأما عظمة المرسل إليه
ومتحمّله، فهو القلب التقي النقي الأحمدي الأحدي الجمعي المحمدي الذي تجلى له الحق
تعالى بجميع الشؤون الذاتية والصفاتية والأسمائية والأفعالية، وهو صاحب النبوة
الختمية، والولاية المطلقة، وهو أكرم البرية، وأعظم الخليقة وخلاصة الكون، وجوهرة
الوجود، وعصارة دار التحقق، واللبنة الأخيرة، وصاحب البرزخية الكبرى، والخلافة
العظمى)
وتحدث عن
الحراسة الإلهية له من التحريف، على عكس ما يذكر المغرضون