(لو مات من بين
المشرق والمغرب لما استوحشت بعد أن يكون القرآن معي) [1]
وهكذا كان لتلك
الكلمات النورانية وغيرها كثير تأثيره الهائل في نفوس الإيرانيين، مما وفر لهم
القابلية لاستقبال تعاليم قادة المشروع الحضاري الجديد، والذين حاولوا أن يستنهضوا
الهمم من خلال تلك المشاعر الجياشة تجاة القرآن الكريم، وتجاه أهل بيت النبوة.
حيث نجد أحاديث
الإمام الخميني، وفي عز الأزمات التي مرت بها إيران، يذكر بالقرآن الكريم، ويتحدث
عنه حديث العارفين المحققين، الذين يدعون إلى تذوق معانيه، والعروج من خلالها إلى
الله، وعدم الاكتفاء بكسوة الألفاظ والحروف.
ومن كلماته في
هذا المجال قوله في بعض خطبه: (نحن نفخر، ويفخر شعبنا المتمسك بالإسلام والقرآن بأننا
أتباع مذهب يهدف إلى إنقاذ حقائق القرآن الممتلئة دعوة إلى الوحدة بين المسلمين،
بل البشرية باعتبارها أنجع علاج منقذ للإنسان من القيود المكبلة لرجليه ويديه
وقلبه وعقله، والسائقة له إلى الفناء والعدم والرق والعبودية للطواغيت)[2]
ويقول في وصاياه
لبعض أولئك الملتفين به، والذين قدموا الغالي والنفيس في سبيل تنفيذ تعاليمه: (اعلم
أيها العزيز أن عظمة كل كلام وكل كتاب إما بعظمة متكلمة وكاتبه، وإما بعظمة مطالبه
ومقاصده، وإما بعظمة نتائجه وثمراته، وإما بعظمة الرسول والواسطة، وإما بعظمة
المرسل إليه وحامله، وإما بعظمة حافظه وحارسه، وإما بعظمة شارحه ومبيّنه، وإما
بعظمة وقت إرساله وكيفية إرساله. وبعض هذه الأمور دخيل في العظمة ذاتاً وجوهرا وبعضها
عرضاً وبالواسطة، وبعضها كاشف عن العظمة)[3]