نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 264
حافظا فقيها ظاهريا صالحا ورعا، له رحلة
واسعة في طلب الحديث. وكان مذهبه القول بالظاهر وترك القياس. وقيل ذهبت كتبه في
فتنة الزنج فأعاد من حفظه خمسين ألف حديث، ومن مؤلفاته: (المسند الكبير)، و(الآحاد
والمثاني)، وكتاب (السنة) و(الديات)
ومن الفقهاء الذين أنجبتهم إيران، وكانت
لهم مدارسهم الخاصة الليث بن سعد[1] (94 - 175 هـ)، فأصله فارسي من أصفهان،
ومما قيل في ترجمته: (كان أحد أشهر الفقهاء في زمانه، فاق في علمه وفقهه إمام
المدينة المنورة مالك بن أنس، غير أن تلامذته لم يقوموا بتدوين علمه وفقهه ونشره
في الآفاق، مثلما فعل تلامذة الإمام مالك، وكان الإمام الشافعي يقول: (الليث أفقه
من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به).. بلغ مبلغا عاليا من العلم والفقه الشرعي
بحيث إن متولي مصر، وقاضيها، وناظرها كانوا يرجعون إلى رأيه، ومشورته، عرف بأنه
كان كثير الاتصال بمجالس العلم)
وقال يحيى بن بكير: (ما رأيت أحدا أكمل
من الليث)، وقال: (كان الليث فقيه البدن، عربي اللسان، يحسن القرآن والنحو، ويحفظ
الحديث والشعر، حسن المذاكرة)
ومنهم محمد بن إبراهيم بن المنذر
النيسابوري[2] (242 - 319 هـ)، وهو من كبار الفقهاء
المجتهدين، لم يكن يقلد أحدا؛ لكن عده الشيرازي في الشافعية، ولقب بشيخ الحرم،
وأكثر تصانيفه في بيان اختلاف العلماء، ومن مؤلفاته: (المبسوط) في الفقه؛ و(الأوسط
في السنن) ؛ و(الإجماع والاختلاف) ؛ و(الإشراف على مذاهب أهل العلم) و(اختلاف
العلماء)
قال
فيه النووي: (ابن المنذر النيسابوري الإمام المشهور أحد أئمة الإسلام، المجمع على
إمامته وجلالته ووفور علمه، وجمعه بين التمكن في علمي الحديث والفقه، وله