نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 281
إيران .. والقيم الروحية
ربما يكون
الاهتمام بالجوانب الروحية هو السمة البارزة في إيران منذ بداية الإسلام إلى
اليوم، ذلك أن أكبر مشايخ السلوك، وأكثر التراث الروحي، ما كان منه من المدرسة
السنية أو المدرسة الشيعية كانت له علاقة بإيران، ومدنها.
فالجنيد وأبو
يزيد البسطامي والسرّاج الطوسي وأبو علي الدقاق النيسابوري وأبو القاسم القشيري
والغزالي والكاشاني وصدر المتألهين وحيدر الآملي وفريد الدين العطار وابن تركة
وغيرهم كثير هم من أبناء إيران.
وهكذا فإن أكثر
التراث الصوفي، وخاصة المصادر الأولى منه، نجدها ألفت في إيران، ومن أمثلتها إحياء
علوم الدين للغزالي، والمحجة البيضاء للكاشاني، واللمع للطوسي، والرسالة للقشيري،
وتمهيد القواعد لابن تركة، والأسفار لصدر المتألهين.. وغيرها من الكتب التي تشكل
المصادر الكبرى للعرفان والتصوف والحياة الروحية في الإسلام.
ولا نبالغ إن
قلنا بأن هذا الجانب في حياة الإيرانيين هو الذي أتاح لهم الانتصار على ذلك
الاستبداد الذي عاشوه في ظلال الشاه، وغيره من الطواغيت، ذلك أن الخميني كان يمتلك
جميع المواصفات الروحية التي يخضع لمثلها الإيرانيون.. فقد جمع مع تلك المواصفات
الروحية الأبعاد السياسية والثورية التي قلما نجدها تجتمع في شخص واحد.
ولهذا، فإننا
عندما نطالع تراث الخميني، أو نستمع إلى خطبه ودروسه المسجلة، نجده يهتم بالجوانب
الروحية، أكثر من اهتمامه بأي جانب آخر، حتى في أحلك الأزمات السياسية، كان يوجه
خطابه الروحي لشعبه، مفعما بالحياة، والرقة والجمال.
ومن الأمثلة على
ذلك قوله في مخاطبة مريده: (أيها العزيز... اجتهد لتصبح ذا عزم
نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 281