نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 282
وإرادة، فإنك
إذا رحلت من هذه الدنيا دون أن يتحقق فيك العزم، فأنت إنسان صوري، بلا لب، ولن
تحشر في ذلك العالم على هيئة إنسان، لأن ذلك العالم هو محل كشف الباطن وظهور
السريرة، وإن التجرؤ على المعاصي يفقد الإنسان تدريجيا، العزم ويختطف منه هذا
الجوهر الشريف.. تجنب المعاصي، واعزم على الهجرة إلى الحق تعالى، وأجعل ظاهرك ظاهرا
إنسانيا، وادخل في سلك أرباب الشرائع، واطلب من الله تعالى في الخلوات العون على
بلوغ هذا الهدف واستشفع برسول الله a وأهل بيته عليهم السلام حتى يوفقك الله على
ذلك، ويعصمك من المزالق التي تعترضك، لأن هناك مزالق كثيرة تعترض الإنسان أيام
حياته، ومن الممكن أنه في لحظة واحدة يسقط في مزلق مهلك، يعجز من السعي لإنقاذ
نفسه، بل قد لا يهتم بإنقاذ نفسه، بل ربما لا تشمله حتى شفاعة الشافعين. نعوذ
بالله منها)[1]
ويقول له: (أيها
العزيز؛ كن ذاكرا لعظمة ربك، وتذكر نعمه وألطافه، وتذكر أنك في حضرته، وهو شاهد
عليك، فدع التمرد عليه، وفي هذه المعركة الكبرى تغلب على جنود الشيطان، واجعل من
مملكتك مملكه رحمانية وحقانية، وأحلل فيها عسكر الحق تعالى محل جنود الشيطان، كي
يوفقك الله تبارك وتعالى في مقام مجاهدة أخرى، وفي ميدان معركة أكبر تنتظرنا وهي
الجهاد مع النفس في العالم الباطن، وفي المقام الثاني للنفس.. ولا تعلق على نفسك
الآمال، لأنه لا ينهض أحد يعمل غير الله تعالى، فاطلب من الحق تعالى نفسه بتضرع وخشوع،
كي يعينك في هذه المجاهة لعلك تنتصر) [2]
وهكذا نجد
خطاباته ودروسه وكتبه مشحونة بأمثال هذه العظات، التي يخاطب فيها النفوس والعقول
والأرواح لتعود لربها، وتعيش في صحبته.
ولم يكن ذلك
مجرد خطابات يخاطب بها مريديه وشعبه، وإنما كانت معاني يعيشها،