نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 290
تعالى ومناجاة ولي نعمنا بمقدار
ما تهمنا المكالمة مع مخلوق عادي ضعيف لما حصل لنا هذا القدر من النسيان والغفلة
والسهو، ومن المعلوم جدا أن هذا التساهل والتسامح ناشئ من ضعف الإيمان بالله تعالى
وبالرسول وبأخبار أهل بيت العصمة، بل هذه المساهلة ناشئة من التساهل بالمحضر
الربوبي ومقام القدس للحق تعالى.. إن ولي النعم هو الذي دعانا إلى مناجاته وحضرته
بلسان الأنبياء والأولياء بل بقرآنه المقدس، وفتح لنا أبواب المكالمة والمناجاة
معه) [1]
وهكذا نرى الخميني لا يذكر أبدا
تلك المعاني التي يذكرها الطائفيون من الاهتمام بشكل الصلاة وحركاتها مع الغفلة عن
حقيقتها، وإنما يولي كل اهتمامه لكيفية تحصيل حضور القلب، والخشوع، وذكر الله الذي
هو المقصد الأعلى من الصلاة.
لهذا لا نراه في كتابه ذلك يناقش
أي مذهب، أو يجادل أي فقيه، أو يسخر من أي صلاة، وإنما يشن نقده على تلك الصلاة
الفارغة من محتواها، أو كما عبر عن ذلك بقوله: (.. كلما شرعنا في الصلاة التي هي
باب من أبواب محضره الربوبي وحضور جنابه فكأنها فرصة لنا لنشتغل بالأفكار المتشتتة،
والخواطر الشيطانية، فكأن الصلاة مفتاح الدكان أو آلة المحاسبة أو أوراق الكتاب،
فلا يحتسب هذا إلا من وهن الإيمان وضعف اليقين دون غيرهما) [2]
ولهذا، فإن الحل الذي يراه
لإعادة الحياة للصلاة، ليس هو البحث في كتب الفقهاء والمحدثين للترجيح بين الهيئات
المختلفة، وإنما هو في تعظيم الله، فلا يمكن للمصلي أن يعظم الصلاة، وهو لا يعظم
من يتوجه إليه بها، يقول في ذلك ـ مخاطبا مريده ـ: (يا أيها العزيز تفكر قليلا في
حالاتك، وراجع أخبار أهل بيت العصمة، وشمر ذيل الهمة عن ساقيك، وفهم