نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 291
النفس بالتفكر والتدبر أن هذه
المناسك وخصوصا الصلاة وبالأخص الفرائض منها سبب للسعادة والحياة في عالم الآخرة،
ومنبع الكمالات ورأس مال الحياة في تلك النشأة، وبحسب الروايات الكثيرة في الأبواب
المتفرقة وضرب من البرهان ومشاهدة أصحاب الكشف والعيان، إن لكل من العبادات
المقبولة صورا غيبية بهية وتمثالا ملكوتيا أخرويا يصاحب الإنسان ويرافقه في جميع
النشآت الغيبية ويساعده في جميع الشدائد، بل الجنة الجسمانية في الحقيقة هي الصور
الغيبية الملكوتية للأعمال ومسألة تجسم الأعمال من الأمور التي لا بد أن تعد من
الواضحات. والعقل والنقل يتوافقان فيها. وتلك الصور الغيبية تابعة لحضور القلب
وإقباله والعبادة التي لا يؤتى بها بتوجه من القلب وإقباله ساقطة عن درجة
الاعتبار، وغير مقبولة لجناب الحق)
[1]
وهو يورد في ذلك الروايات
الكثيرة عن أئمة أهل البيت وتعظيمهم للصلاة، ودعوتهم للخشوع فيها، ويذكر نماذج عن
ذلك الخشوع، ومنها ما رواه عن أبي جعفر قال: (كان علي بن الحسين إذا قام إلى
الصلاة تغير لونه، فإذا سجد لم يرفع رأسه حتى يرفض عرقا، وكان إذا قام في الصلاة
كأنه ساق شجرة لا يتحرك منه إلا ما حركت الريح منه) [2]
وروى عن أبي حمزة الثمالي قال:
(رأيت علي بن الحسين يصلي، فسقط رداؤه عن منكبه، فلم يسوه حتى فرغ من صلاته، قال:
فسألته عن ذلك فقال: ويحك أتدري بين يدي من كنت، إن العبد لا تقبل منه صلاة إلا ما
أقبل منها، فقلت: جعلت فداك هلكنا، فقال: (كلا إن الله متمم ذلك للمؤمنين
بالنوافل) [3]
وهنا نرى الفارق الكبير بين تلك
الروايات التي يستند إليها الطائفيون في تفضيل