نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 292
صلاتهم على صلاة غيرهم من
المؤمنين، مع أنها لا تهتم إلا بفروع وهيئات وقع فيها الخلاف بين المسلمين، وبين
تلك الروايات التي أوردها الخميني والتي تجعل الفوارق بين صلوات المسلمين مهما
اختلفت مذاهبهم هي في مدى حضور قلوبهم فيها، لا في حركاتهم وسكناتهم وهيئاتهم،
التي لا يؤاخذون عليها ما داموا يتبعون فيها من يثقون في اجتهاده وفقهه.
ولا يكتفي الخميني بإيراد تلك
الروايات الواردة عن أئمة أهل البيت وتحليلها، وإنما ينقل أيضا تجارب العارفين ممن
سلك على أيديهم؛ فيقول: (كان الشيخ العارف الكامل شاه آبادي روحي فداه يقول: (إن
الإنسان في حال الذكر لا بد أن يكون كمن يمرن الطفل على التكلم، ويلقنه ليتكلم،
فكذلك على الإنسان أن يلقن القلب الذكر، وما دام الإنسان ذاكرا باللسان ومشغولا
بتعليم القلب فالظاهر يساعد الباطن، فإذا انفتح لسان القلب فيساعد الباطن الظاهر،
كما أن تلقين الطفل أيضا كذلك، فما دام الإنسان يلقنه الكلام فهو يساعده وإذا أجرى
الطفل ذلك الكلام على لسانه فيدب في الإنسان نشاط يذهب بالتعب السابق. ففي البداية
يساعده المعلم وفي النهاية يأخذ المعلم العون والمساعدة منه. وإذا واظب الإنسان في
الصلاة والأذكار والأدعية على هذا الترتيب مدة فإن النفس تعتاده وتكون الأعمال
العبادية كالأعمال العادية لا يحتاج لحضور القلب فيها إلى أعمال الروية بل تكون
مثل الأمور الطبيعية المعتادة)
[1]
ولا يكتفي الخميني بتلك الوصايا
والنصائح العامة، وإنما نراه يضع الحلول والآليات التنفيذية لكل قضية يطرحها،
مثلما هو شأنه في جميع المسائل، فهو في كتابه عن أعماق الصلاة، يتناول الصلاة ركنا
ركنا، بل يتناول شروطها ومستحباتها، ويبين المعاني المرتبطة