نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 293
بها.
ومن ذلك مثلا قوله عند حديثه عن
[أسرار القيام]: (هو عند الخاصة إقامة الصلب في الحضرة المقدسة للحق، وتشمير الذيل
لإطاعة الأمر، والخروج من التدثار، والقيام بالإنذار {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ
(1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المدثر:
1 - 4] والاستقامة في الأخلاق، والعدل في الملكات، وعدم الميل إلى الإفراط
والتفريط.. ومن أعلى مراتب الإيمان الوقوف بين يدي الله على نحو لا يغلب الخوف على
الرجاء، ولا الرجاء على الخوف، ولا يصل الصبر إلى مقام التجلد، فإنه في مذهب
الأحبة من أشد المنكرات.. ولا يكون الجزع إلى حد الإفراط المنافي للرضا، ويكون
الاطمئنان على نحو يرى معه يوم الجزاء والوعد والوعيد قائما)[1]
ومن ذلك قوله عند حديثه عن
[أسرار النية]: (النية عند العامة العزم على الطاعة خوفا أو طمعا.. وعند أهل
المعرفة العزم على الطاعة هيبة وتعظيما (فاعبد ربك كأنك تراه، وإن لم تكن تراه
فإنه يراك)، وعند أهل الجذبة والمحبة العزم على الطاعة شوقا وحبا.. وعند الأولياء
العزم على الطاعة تبعا وغيرا بعد مشاهدة جمال المحبوب استقلالا وذاتا والفناء في
الجناب الربوبي ذاتا وصفة وفعلا)
[2]
ومن ذلك قوله عند الحديث عن [أسرار الركوع]: (هو عند الخاصة عبارة عن الخروج
من منزل القيام بالأمر والاستقامة في الخدمة المستلزم للدعوى عند أهل المعرفة
وللخيانة والجناية عند أهل المحبة، والدخول في منزل الذل والافتقار والاستكانة
والتضرع منزل المتوسطين، وعند أصحاب القلوب عبارة عن الخروج عن مقام القيام لله
إلى مقام القيام بالله، وعن مشاهدة القيومية إلى مشاهدة أنوار العظمة، وعن مقام
توحيد الأفعال إلى