نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 294
مقام توحيد الأسماء، وعن مقام
التدلي إلى مقام قاب قوسين، كما أن السجود هو مقام (أو أدنى) [1]
وهكذا نجده يتناول الصلاة جزءا
جزءا، ويبين مراتب السالكين والعارفين في التعامل معها، وهو يستند في ذلك كله لما
ورد في القرآن الكريم، أو أحاديث رسول الله a، أو الروايات الواردة عن أهل بيت النبوة، أو التجارب الروحية التي
استفادها من شيوخه.
ومثله، نرى الخامنئي في كتابه عن
الصلاة، والذي سماه [من أعماق الصلاة] يتحدث عن الصلاة باعتبارها أكبر محرك روحي
للإنسان، وأنها لا تؤدي أغراضها الشرعية إلا إذا أقامها صاحبها بحسب ما وصفته
الشريعة، لا في شكلها وحركاتها فقط، وإنما في معانيها وأعماقها، يقول في ذلك: (الإسلام
في صميم الأمّة يحث الجسم والفكر والروح الإنسانية على العمل، ويستخدم هذه الثلاثة
بأجمعها لإسعادها، والصلاة أيضاً تصنع هذا الشيء نفسه مع الفرد، إذ إنّه عند
الصلاة يكون كلّ من جسمه وروحه وفكره في حال العمل والفعالية: الجسم: بحركات
اليدين والرجلين واللسان والركوع والجلوس والسجود.. والفكر: بالتفكر في مضامين
ألفاظ الصلاة التي تشير عموماً إلى الأهداف والوسائل واجتياز دورة من التأمل
والرؤية الإسلامية بشكل مجمل.. والروح: بذكر الله والتحليق في جوّ من المعنويات
الروحية، ومنع القلب من الركون إلى التفاهات والفراغ، وغرس بذرة الخشوع وخشية الله
في الروح)[2]
ولذلك فإن الصلاة ـ بحسب رؤية
الخامنئي ـ هي خلاصة الدين، ففيها (الجمع بين الروح والجسم، وبين المادة والمعنى، وبين
الدنيا والآخرة، سواء في اللّفظ أو في المحتوى