نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 324
وحصى مكة والمدينة وصحاريها
وجبالها وأزقتها وأسواقها على آثار تبليغ رسالتهم)[1]
ومن المعاني المتربتة على هذا،
والتي يدعو الخميني في خطبه الحجاج إلى الالتفات إليها البراءة من الطواغيت
والمجرمين الذي يعتبر توليهم أكبر مظهر من مظاهر الشرك، ذلك أنهم يمثلون الأعداء
الحقيقيين للنبوة والأديان، ولا يكتمل التدين إلا بالبراءة منهم، ومن أقواله في
ذلك: (إن الكعبة المعظمة هي المركز الأوحد لتحطيم الأصنام، لقد رفع نداء التوحيد
من الكعبة إبراهيم الخليل في أول الزمان، وسيرفعه حبيب الله ولده المهدي العزيز
الموعود روحي فداه في آخر الزمان، وسيبقى مرتفعا)[2]
وفي هذا النص أبلغ رد على أولئك
الذين يتوهمون أن الشيعة، وخصوصا القادة الفكريين والسياسيين للجمهورية الإسلامية
الإيرانية يكرهون مكة أو الكعبة، ويفضلون عليهما المشاهد والمزارات المرتبطة
بالأئمة، وهذا من البهتان العظيم.
فالمصادر الشيعية جميعا، وأولها
الآثار المنقولة عن أئمتهم تعظم الكعبة، وكل المحال التي كان فيها رسول الله a، وهم يعتبرون الحج واجبا شرعيا على
المستطيع، كما نص على ذلك القرآن الكريم، بينما لا يعتبرون الزيارات إلا من
المستحبات والأعمال الصالحة التي لا ترقى إلى الوجوب، فكيف تغني عن الحج؟
أما ما ورد عنهم من نصوص في ذلك،
فهو لا يختلف عن تلك النصوص التي وردت في الأحاديث الشريفة التي نجدها في المصادر
السنية من أمثال قوله a: (من سبح مائة بالغداة، ومائة بالعشي: كان كمن حج مائة حجة، ومن
حمد مائة مرة بالغداة، ومائة بالعشي: كان كمن حمل على مائة فرس في سبيل الله، ومن
هلل مائة بالغداة ومائة بالعشي: كان كمن أعتق مائة رقبة من ولد إسماعيل، ومن كبر
الله مائة بالغداة ومائة بالعشي: لم يأت في ذلك