نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 340
يريدونك أن تتراجع عمًّا اشترطته
على نفسك، فالعنهم واستعذ بالله من شرهم، واخرج تلك الوساوس الباطلة من قلبك، وقل
للشيطان: (إني اشترطت على نفسي أن لا أقوم في هذا اليوم ـ وهو يوم واحد ـ بأ ي عمل
يخالف أمر الله تعالى، وهو ولي نعمتي طول عمري، فقد أنعم وتلطّف عليًّ بالصحة
والسلامة والأمن وألطاف أخرى، ولو أني بقيت في خدمته إلى الأبد لما أديت حق واحدة
منها، وعليه فليس من اللائق أن لا أفي بشرط بسيط كهذا، وآمل ـ إن شاء الله ـ أن
ينصرف الشيطان، ويبتعد عنك، وينتصر جنود الرحمن)[1]
وشرح كيفية تنفيذ المحاسبة
بقوله: (وأما المحاسبة، فهي أن تحاسب نفسك لترى هل أدّيت ما اشترطت على نفسك مع
الله، ولم تخن ولي نعمتك في هذه المعاملة الجزئية؟ إذا كنت قد وفيت حقاً فاشكر
الله على هذا التوفيق، وإن شاء الله ييسر لك سبحانه التقدم في أمور دنياك وآخرتك،
وسيكون عمل الغد أيسر عليك من سابقه، فواظب على هذا العمل فترة، والمأمول أن يتحول
إلى ملكة فيك بحيث يصبح هذا العمل بالنسبة إليك سهلا ويسيراً للغاية، وستحسُّ
عندها باللذة والأنس في طاعة الله تعالى وترك معاصيه، وفي هذا العالم بالذات، في
حين أن هذا العالم ليس هو عالم الجزاء لكن الجزاء الإلهي يؤثر ويجعلك مستمتعاً
وملتذاً ـ بطاعتك لله وابتعادك عن المعصية ـ وأعلم أن الله لم يكلفك ما يشق عليك
به، ولم يفرض عليك ما لا طاقة لك به ولا قدرة لك عليه، لكن الشيطان وجنده يصورون
لك الأمر وكأنه شاق وصعب)[2]
هذه مجرد نماذج عن بعض المراحل
الابتدائية للسير التحققي كما يشرحه الخميني، وقد رأينا من خلالها مدى انسجامه مع
الشريعة، ومدى قرب المسافة التي يتحدث من خلالها مع سائر المدارس الإسلامية، بل
نراه فوق ذلك يتجنب الكثير من الطامات التي وقع