نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 339
مثل هذا القائد أمر مقدور لأيّ
فرد من عباد الله)[1]
ولست أدري ما هو موقف الذين
يتصورون أنهم يحتكرون السنة من هذا النص الذي قاله الخميني، والذي يدعو فيه إلى
التزام السنة بكل مفرداتها، ومن دون التفريط في أي جزئية من جزئياتها.. أليس لهذا
الرجل الحق أيضا في أن يطلق عليه لقب السني؟ وهو الذي لم يترك سنة من السنن إلا
وطبقها، ابتداء من شخصه، وانتهاء بالدولة التي أقامها، وحرص على أن ينتهج فيها نهج
النبوة في كل تشريع من تشريعاتها.
ثم يذكر الخميني المرحلة الثالثة
التي يصل إليها السالك بعد العزم، وهي [المشارطة والمراقبة والمحاسبة]، وهي نفس
المعاني التي ذكرها الغزالي وابن القيم وكل من كتبوا في السلوك.
وقد شرح كيفية تنفيذ المشارطة
بقوله: (المشارط هو الذي يشارط نفسه في أول يومه على أن لا يرتكب اليوم أي عمل
يخالف أوامر الله، ويتخذ قرارا بذلك ويعزم عليه. وواضح أن ترك ما يألف أوامر الله،
ليوم واحد، أمر يسير للغاية، ويمكن للإنسان بكل سهولة أن يلتزم به. فاعزم وشارط
وجرب، وأنظر كيف أن الأمر سهل يسير، ومن الممكن أن يصور لك إبليس اللعين وجنده أن
الأمر صعب وعسير، فادرك أن هذه هي من تلبيسات هذا اللعين، فالعنة قلباً وواقعاً،
وأخرج الأوهام الباطلة من قلبك، وجرب ليوم واحد، فعند ذلك ستصدق هذا الأمر)[2]
وشرح كيفية تنفيذ المراقبة
بقوله: (وكيفيتها أن تنتبه طوال مدة المشارطة إلى عملك وفقها، فتعتبر نفسك ملزماً
بالعمل وفق ما شارطت. وإذا حصل ـ لا سمح الله ـ حديث لنفسك بأن ترتكب عملاً
مخالفاً لأمر الله، فاعلم أن ذلك من عمل الشيطان وجنده، فهم