نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 379
فحسب.. إذا ما رأى الناس تصرفاً
منحرفاً أو سلوكاً لا يليق من أحد المعممين، فإنهم لا ينظرون إلى ذلك بأنه من
الممكن أن يوجد بين المعممين أشخاص غير صالحين، مثلما يوجد بين الكسبة والموظفين
أفراد منحرفون وفاسدون. لذا فإذا ما ارتكب بقال مخالفة، فإنهم يقولون إن البقال
الفلاني منحرف.. ولكن إذا ما قام أحد المعممين بعمل لا يليق، فإنهم لا يقولون: إن
المعمم الفلاني منحرف، بل يقولون إن المعممين سيئون) [1]
ويذكر تأثير العلماء الصالحين في
المجتمعات، فيقول متحدثا عن نفسه: (كنت أرى في بعض المدن التي كنت أذهب إليها في
فصل الصيف، أهالي تلك المدن ملتزمين بآداب الشرع إلى حد كبير، والسبب في ذلك كما
اتضح لي، هو أنه كان لديهم عالم صالح ومتق. فإذا كان العالم الورع والصالح يعيش في
مجتمع أو مدينة أو إقليم ما، فإن وجوده يبعث على تهذيب أهالي تلك المدينة
وهدايتهم، وإن لم يكن يمارس الوعظ والإرشاد لفظاً.. لقد رأينا أشخاصاً كان وجودهم
يبعث على الموعظة والعبرة.. إن مجرد النظر إليهم كان يبعث على الاتعاظ والاعتبار.
وأنا أعلم الآن إجمالاً أن مناطق طهران تختلف عن بعضها. فالمنطقة التي يقطنها عالم
ورع ومتق، يكون أهاليها مؤمنين صالحين. وفي محلة أخرى حيث أصبح أحد المنحرفين
الفاسدين معمماً وأصبح إماماً للجماعة وفتح دكاناً له، تراه يخدع الناس ويلوثهم
ويحرفهم)
وفي مقابل هؤلاء الصالحين يذكر
نماذج عن علماء السوء، وكيف ساهموا في الإساءة إلى المجتمعات، فيقول: (إن غالبية
الذين تظاهروا بالتدين وتسببوا في انحراف كثيرين وإضلالهم، كانوا من أهل العلم.
فبعض هؤلاء درسوا في المراكز العلمية الدينية ومارسوا الرياضات النفسية، حتى إن
مؤسس إحدى الفرق الضالة قد درس في حوزاتنا